أنوار التنزيل وأسرار التأويل للبيضاوي - البيضاوي [إخفاء]  
{وَأَنَّهُمۡ ظَنُّواْ كَمَا ظَنَنتُمۡ أَن لَّن يَبۡعَثَ ٱللَّهُ أَحَدٗا} (7)

وأنهم وأن الإنس ظنوا كما ظننتم أيها الجن أو بالعكس والآيتان من كلام الجن بعضهم أو استئناف كلام من الله تعالى ومن فتح أن فيهما جعلهما من الموحى به أن لن يبعث الله أحدا ساد مسد مفعولي ظنوا .

 
التحرير والتنوير لابن عاشور - ابن عاشور [إخفاء]  
{وَأَنَّهُمۡ ظَنُّواْ كَمَا ظَنَنتُمۡ أَن لَّن يَبۡعَثَ ٱللَّهُ أَحَدٗا} (7)

قرأ الجمهور ووافقهم أبو جعفر بكسر همزة { وإنهم } . وقرأ ابن عامر وحمزة والكسائي وحفص وخلف بفتح الهمزة على اعتبار ما تقدم في قوله تعالى : { وإنه تعالى جدّ ربنا } [ الجن : 3 ] .

والمعنى : أن رجالاً من الإِنس ظنّوا أن الله لا يبعث أحداً ، أو وأنا آمنا بأنهم ظنّوا كما ظننتم الخ ، أي آمنا بأنهم أخطأوا في ظنهم .

والتأكيد ب ( إن ) المكسورة أو المفتوحة للاهتمام بالخبر لغايته . والبعث يحتمل بعث الرسل ويحتمل بعث الأموات للحشر ، أي حصل لهم مثلما حصل لكم من إنكار الحشر ومن إنكار إرسال الرسل .

والإِخبار عن هذا فيه تعريض بالمشركين بأن فساد اعتقادهم تجاوز عالم الإِنس إلى عالم الجن .

وجملة { كما ظننتم } معترضة بين { ظنوا } ومعموله ، فيجوز أن تكون من القول المحكي يقول الجن بعضهم لبعض يُشبّهون كفارهم بكفار الإِنس .

ويجوز أن تكون من كلام الله تعالى المخاطب به المشركون الذي أمر رسوله بأن يقوله لهم ، وهذا الوجه يتعين إذا جعلنا القول في قوله تعالى : { فقالوا إنا سمعنا } [ الجن : 1 ] عبارة عما جال في نفوسهم على أحد الوجهين السابقين هنالك .

و { أنْ } من قوله : { أن لن يبعث } مخففة من الثقيلة واسمها ضمير شأن محذوف .

وجملة { لن يبعث الله أحداً } خبره . والتعبير بحرف تأبيد النفي للدلالة على أنهم كانوا غير مترددين في إحالة وقوع البعث .

 
الجامع التاريخي لبيان القرآن الكريم - مركز مبدع [إخفاء]  
{وَأَنَّهُمۡ ظَنُّواْ كَمَا ظَنَنتُمۡ أَن لَّن يَبۡعَثَ ٱللَّهُ أَحَدٗا} (7)

تفسير مقاتل بن سليمان 150 هـ :

{وأنهم ظنوا كما ظننتم} يعني حسب كفار الإنس الذين تعوذوا برجال من الجن في الجاهلية كما حسبتم يا معشر كفار الجن {أن لن يبعث الله أحدا} يعني رسولا.

جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري 310 هـ :

يعني أن الرجال من الجنّ ظنوا كما ظنّ الرجال من الإنس أن لن يبعث الله أحدا رسولاً إلى خلقه، يدعوهم إلى توحيده.

تأويلات أهل السنة للماتريدي 333 هـ :

فجائز أن يكونوا نفوا القدرة عن الله تعالى على البعث لما لم يشاهدوا البعث، ورأوه أمرا خارجا عن طوقهم وقواهم، فظنوا أن القدرة لا تنتهي إلى هذا.

ثم هذا الكلام ليس بحكاية عن الجن، بل الله تعالى [قال]: إن الجن ظنت أن لا بعث كما ظننتم أنتم. وقوله تعالى: {ظننتم} في الظاهر إشارة إلى الإنس جملة مسلمهم وكافرهم. ومعلوم بأن المسلمين لم يكونوا يظنون ذلك بل قد أيقنوا بالبعث، ولكن معناه أن الكفرة من الجن ظنت أن لا بعث كما ظنت الكفرة منكم أيها الإنس في هذه الآية إبانة أنهم كانوا يقولون: لا بعث بالظن، ليس بالعلم.

معالم التنزيل في تفسير القرآن الكريم للبغوي 516 هـ :

{وأنهم ظنوا} يقول الله تعالى: إن الجن ظنوا، {كما ظننتم} يا معشر الكفار من الإنس، {أن لن يبعث الله أحداً} بعد موته.

المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية 542 هـ :

وقوله {وأنهم ظنوا كما ظننتم} يريد به بني آدم الكفار. وقوله {كما ظننتم}، مخاطبة لقومهم من الجن.

وقولهم {أن لن يبعث الله أحداً}، يحتمل معنيين أحدهما: بعث الحشر من القبور، والآخر بعث آدمي رسولاً.

مدارك التنزيل وحقائق التأويل للنسفي 710 هـ :

أي أن الجن كانوا ينكرون البعث كإنكاركم، ثم بسماع القرآن اهتدوا وأقروا بالبعث، فهلا أقررتم كما أقروا.

في ظلال القرآن لسيد قطب 1387 هـ :

فأما بعث الآخرة فهو ضرورة كذلك لهذه النشأة التي لا تستكمل حسابها في الحياة الدنيا، لحكمة أرادها الله، وتتعلق بتنسيق للوجود يعلمه ولا نعلمه؛ فجعل البعث في الآخرة لتستوفي الخلائق حسابها، وتنتهي إلى ما تؤهلها له سيرتها الأولى في الحياة الدنيا. فلا مجال للظن بأنه لن يبعث أحدا من الناس. فهذا الظن مخالف للاعتقاد في حكمة الله وكماله سبحانه وتعالى.. وهؤلاء النفر من الجن يصححون لقومهم ظنهم، والقرآن في حكايته عنهم يصحح للمشركين أوهامهم.