الجواهر الحسان في تفسير القرآن للثعالبي - الثعالبي  
{وَأَنَّهُمۡ ظَنُّواْ كَمَا ظَنَنتُمۡ أَن لَّن يَبۡعَثَ ٱللَّهُ أَحَدٗا} (7)

وقوله : { وَأَنَّهُمْ ظَنُّواْ } يريدُ به بني آدم .

وقوله : { كَمَا ظَنَنتُمْ } مخاطبةٌ لقومِهم من الجنِّ وقولهم : { أَن لَّن يَبْعَثَ الله أَحَداً } يحتملُ معنيين : أحَدُهُما بَعْثُ الحَشْرِ من القبورِ ، والآخرُ بَعْثُ آدَمِيٍّ رَسُولاً ، وذكر المَهدوي تأويلاً ثالثاً ، أنَّ المعنى : وأنَّ الجنَّ ظَنُّوا كما ظَنَنْتُمْ أيها الإنْسُ ، فهِي مخاطَبَةٌ من اللَّهِ تعالى ، قال الثعلبيُّ : وقيل : إن قَولَه : { وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِّنَ الإنس } الآية ، ابتداء إخْبارٍ مِنَ اللَّه تعالى ، ليسَ هو من كلامِ الجنِّ ، انتهى . فهو وِفَاقٌ لما ذكره المهدوي .