اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{وَأَنَّهُمۡ ظَنُّواْ كَمَا ظَنَنتُمۡ أَن لَّن يَبۡعَثَ ٱللَّهُ أَحَدٗا} (7)

قوله تعالى : { وَأَنَّهُمْ ظَنُّواْ كَمَا ظَنَنتُمْ أَن لَّن يَبْعَثَ الله أَحَداً } .

الكلام في «أنْ لنْ » كالكلام في الأول ، و «أن » وما في خبرها ، سادةٌ مسدَّ مفعولي الظن والمسألة من باب الإعمال ، لأن «ظنُّوا » يطلب مفعولين ، و «ظَننْتُم » كذلك ، وهو من إعمال الثاني للحذف من الأول .

والضمير في «أنَّهُم ظنُّوا » للإنس ، وفي «ظَنَنْتُمْ » ، للجن ، ويجوز العكس

فصل في الخطاب في الآية

هذا من قول الله تعالى للإنس ، أي : وإن الجن ظنوا أن لن يبعث الله الخلق كما ظننتم .

قال الكلبيُّ : ظنت الجنُّ كما ظنت الإنس أن لن يبعث الله رسولاً من خلقه يقيم به الحجة عليهم وكل هذا توكيد للحجة على قريش ، أي : إذا آمن هؤلاء الجن بمحمد صلى الله عليه وسلم فأنتم أحق بذلك{[58124]} .


[58124]:أخرجه الطبري في "تفسيره" (12/265) عن الكلبي. وذكره القرطبي في "تفسيره" (19/9).