أنوار التنزيل وأسرار التأويل للبيضاوي - البيضاوي [إخفاء]  
{إِلَّآ إِبۡلِيسَ أَبَىٰٓ أَن يَكُونَ مَعَ ٱلسَّـٰجِدِينَ} (31)

{ إلا إبليس } إن جعل منقطعا اتصل به قوله : { أبى أن يكون مع الساجدين } أي ولكن إبليس أبى وإن جعل متصلا كان استئنافا على أنه جواب سائل قال هلا سجد .

 
المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية - ابن عطية [إخفاء]  
{إِلَّآ إِبۡلِيسَ أَبَىٰٓ أَن يَكُونَ مَعَ ٱلسَّـٰجِدِينَ} (31)

وقوله : { إلا إبليس } قيل : إنه استثناء من الأول ، وقيل : إنه ليس من الأول . وهذا متركب على الخلاف في { إبليس } ، هل هو من الملائكة أم لا ؟ والظاهر - من كثير من الأحاديث ومن هذه الآية - أنه من الملائكة وذلك أن الله تعالى أمر الملائكة بالسجود ، ولو لم يكن إبليس من الملائكة لم يذنب في ترك السجود .

وقد روي عن الحسن بن أبي الحسن : أن إبليس إنما كان من قبيل الجن ولم يكن قط ملكاً ؛ ونسب ابن فورك القول إلى المعتزلة ، وتعلق من قال هذا بقوله في صفته : { كان من الجن }{[7167]} [ الكهف : 50 ] وقالت الفرقة الأخرى : لا حجة في هذا لأن الملائكة قد تسمى جناً لاستتارها وقد قال تعالى : { وجعلوا بينه وبين الجنة نسباً }{[7168]} [ الصافات : 158 ] .


[7167]:من قوله تعالى في الآية (50) من سورة (الكهف): {فسجدوا إلا إبليس كان من الجن ففسق عن أمرربه}.
[7168]:من الآية (158) من سورة (الصافات).
 
التحرير والتنوير لابن عاشور - ابن عاشور [إخفاء]  
{إِلَّآ إِبۡلِيسَ أَبَىٰٓ أَن يَكُونَ مَعَ ٱلسَّـٰجِدِينَ} (31)

قوله : { إلا إبليس أبى أن يكون مع الساجدين } تقدم القول على نظيره في سورة البقرة وسورة الأعراف .

وقوله هنا { أن يكون مع الساجدين } بيان لقوله في سورة البقرة ( 34 ) { واستكبر } لأنه أبى أن يسجد وأن يساوي الملائكة في الرضى بالسجود . فدلّ هذا على أنه عصى وأنه ترفّع عن متابعة غيره .