إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم لأبي السعود - أبو السعود  
{إِلَّآ إِبۡلِيسَ أَبَىٰٓ أَن يَكُونَ مَعَ ٱلسَّـٰجِدِينَ} (31)

{ إِلاَّ إِبْلِيسَ } استثناء متصل إما لأنه كان جنياً مفرداً مغموراً بألوف من الملائكة فعد منهم تغليباً ، وإما لأن من الملائكة جنساً يتوالدون وهو منهم ، وقوله تعالى : { أبى أَن يَكُونَ مَعَ الساجدين } استئناف مبين لكيفية عدم السجود المفهوم من الاستثناء ، فإن مطلق عدم السجود قد يكون مع التردد به علم أنه مع الإباء والاستكبار ، أو منقطع فيتصل به ما بعده ، أي لكن إبليس أبى أن يكون معهم ، وفيه دلالة على كمال ركاكة رأيه حيث أدمج في معصية واحدة ثلاث معاص : مخالفة الأمر والاستكبار مع تحقير آدم عليه الصلاة والسلام ومفارقة الجماعة والإباء عن الانتظام في سلك أولئك المقربين الكرام .