بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{إِلَّآ إِبۡلِيسَ أَبَىٰٓ أَن يَكُونَ مَعَ ٱلسَّـٰجِدِينَ} (31)

ثم قال : { إِلاَّ إِبْلِيسَ } قال بعضهم : معناه لكن إبليس لم يكن من الساجدين ، لأن إبليس لم يكن من الملائكة ، فيكون الاستثناء من غير جنس ما تقدم بدليل قوله : { وَإِذَا قُلْنَا للملائكة اسجدوا لآِدَمَ فسجدوا إِلاَّ إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الجن فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِيَآءَ مِن دُونِى وَهُمْ لَكُمْ عَدُوٌّ بِئْسَ للظالمين بَدَلاً }

[ الكهف : 50 ] . وقال بعضهم : استثنى إبليس من الملائكة ، وكان من جنسهم ، إلا أنه لما لم يسجد ، لعن ، وغيّر عن صورة الملائكة ، ولا يكون الاستثناء من غير جنس ، فذلك قوله { إِلاَّ إِبْلِيسَ } { أبى أَن يَكُونَ مَعَ الساجدين } أي : تعظم عن السجود لآدم مع الملائكة