فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{إِلَّآ إِبۡلِيسَ أَبَىٰٓ أَن يَكُونَ مَعَ ٱلسَّـٰجِدِينَ} (31)

{ إِلاَّ إِبْلِيسَ أَبَى أَن يَكُونَ مَعَ السَّاجِدِينَ ( 31 ) } .

ثم استثنى إبليس من الملائكة فقال : { إِلاَّ إِبْلِيسَ } قيل هذا الاستثناء متصل لكونه كان من جنس الملائكة ولكنه { أَبَى أَن يَكُونَ مَعَ السَّاجِدِينَ } استكبارا واستعظاما لنفسه وحسدا لآدم فحقت عليه كلمة الله وقيل أنه لم يكن من الملائكة ولكنه كان معهم وبينهم فغلب اسم الملائكة عليه وأمر بما أمروا به فكان الاستثناء بهذا الاعتبار متصلا .

زاد أبو السعود إما لأنه كان جنيا مفردا مغمورا بألوف من الملائكة فعد منهم تغليبا ، وإما لأن من الملائكة جنسا يتوالدون وهو منهم ، وقيل إن الاستثناء منقطع منفصل بناء على عدم كونه منهم وعدم تغليبهم عليه ، أي ولكن إبليس أبى من السجدة ، وقد تقدم الكلام في هذا في سورة البقرة .

وهذه الحملة على الأول استئناف مبين لكيفية عدم السجود المفهوم من الاستثناء لأن مطلق عدم السجود قد يكون مع التردد ، فبين سبحانه أنه كان على وجه الإباء والاستكبار .