التفسير الصحيح لبشير ياسين - بشير ياسين  
{فَلَا تَعۡجَلۡ عَلَيۡهِمۡۖ إِنَّمَا نَعُدُّ لَهُمۡ عَدّٗا} (84)

قوله تعالى { فلا تعجل عليهم إنما نعد لهم عدا }

قال الشيخ الشنقيطي : قوله { فلا تعجل عليهم } أي : لا تستعجل وقوع العذاب بهم فإن الله حدد له أجلا معينا معدودا فإذا انتهى ذلك الأجل جاءهم العذاب فقوله { إنما نعد لهم عدا } أي : نعد الأعوام والشهور والأيام التي دون وقت هلاكهم فإذا جاء الوقت المحدد لذلك أهلكناهم . والعرب تقول : عجلت عليه بكذا إذا استعجلته منه . وما ذكر جل وعلا في هذه الآية الكريمة من أن هلاك الكفار حدد له أجل محدود ذكره في مواضع كثيرة من كتابه كقوله تعالى { ولا تستعجل لهم كأنهم يوم يرون ما يوعدون لم يلبثوا إلا ساعة من نهار } وقوله تعالى { يستعجلونك بالعذاب ولولا أجل مسمى لجاءهم العذاب } الآية ، وقوله تعالى { وما نؤخره إلا لأجل معدود } .

أخرج الطبري بسنده الحسن عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس قوله { إنما نعد لهم عدا } ، يقول : أنفاسهم التي يتنفسون في الدنيا ، فهي معدودة كسنهم وآجالهم .