فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{فَلَا تَعۡجَلۡ عَلَيۡهِمۡۖ إِنَّمَا نَعُدُّ لَهُمۡ عَدّٗا} (84)

{ فلا تعجل عليهم } بأن تطلب من الله إهلاكهم بسبب تصميمهم على الكفر وعنادهم للحق وتمردهم عن داعي الله سبحانه حتى تستريح أنت والمؤمنون من شرورهم وتطهر الأرض من فسادهم .

ثم علل سبحانه هذا النهي بقوله : { إنما نعد لهم عدا } يعني نعد الأيام والليالي والشهور والسنين من أعمارهم إلى انتهاء آجالهم فلا نهمل ما يقع منهم بل نضبطه عليهم حتى نؤاخذهم به ، وقيل نعد أنفاسهم وقيل خطواتهم وقيل لحظاتهم وقيل الساعات .

وقال قطرب : نعد أعمالهم ، وقيل المعنى لا تعجل عليهم إنما نؤخرهم ليزدادوا إثما . قال الشهاب : إن العد كناية عن القلة ، ولا ينافي هذا ما مر من أنه يمد لمن كان في الضلالة لأنه بالنسبة لظاهر الحال عندهم وهو قليل باعتبار عاقبته وعند العد . ثم لما قرر سبحانه أمر الحشر وأجاب عن شبهة منكريه أراد أن يشرح حال المكلفين حينئذ فقال :