الآية 84 : وقوله تعالى : { فلا تعجل عليهم } أي لا تكافئهم على أذاهم إياك ، ولا تعاقبهم { إنما نعد لهم عدا } أي أنفاسهم [ التي ]{[12115]} يتنفسون في الدنيا ، فهي معدودة ، تنقضي آجالهم عن قريب ، فلا تكافئهم على ذلك وما يستقبلونك بالمكروه والسوء .
ثم وجه ما ذكر من إرسال الشياطين عليهم والتمكين لهم من الوسوسة في الصدور ، أعني صدور المؤمنين ، والنزع في ردعهم من غير أن يملكوا القهر والقسر على ذلك ، وما جعلهم بمحل ، لا نراهم نحن ، وهو يروننا ، على ما أخبر : { إنه يراكم هو وقبيله من حيث لا ترونهم } [ الأعراف : 27 ] .
فهو ، والله أعلم{[12116]} أن من علم بحضرته وقربه عدوا له ، يراقبه ، ويطلب الفرصة عليه ، يكون أحذر وأهيب له ممن لا يعلم ذلك ولا كان بقربه وحضرته عدو . وعلى ذلك ما جعل عز وجل من الحفظة والكرام الكاتبين ، صلوات الله عليهم ، على بني آدم رقباء عليهم في قليل ما يفعلون ، ويتفوهون ، وكثيره{[12117]} ، وإن كان قادرا على حفظ ذلك عليهم والتذكير لهم ، واحدا بعد واحد شيئا على إثر شيء . وذلك لما ذكرنا أن من علم أن عليه رقيبا ، يراقبه ، ويكتب عليه كل قليل أو كثير كان أحذر وأهيب ممن لم يعلم ذلك على نفسه رقيبا ، والله أعلم .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.