التفسير الصحيح لبشير ياسين - بشير ياسين  
{مَا كَانَ لِيَ مِنۡ عِلۡمِۭ بِٱلۡمَلَإِ ٱلۡأَعۡلَىٰٓ إِذۡ يَخۡتَصِمُونَ} (69)

قال الترمذي : حدثنا سلمة بن شيبة وعبد بن حميد قالا : حدثنا عبد الرزاق عن معمر ، عن أيوب ، عن أبي قلابة ، عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( أتاني الليلة ربي تبارك وتعالى في أحسن صورة ، قال أحسبه في المنام فقال يا محمد : هل تدري فيم يختصم الملأ الأعلى ؟ قال قلت : لا ، قال فوضع يده بين كتفي حتى وجدتُ بردها بين ثدييّ أو قال في نحري ، فعلمتُ ما في السماوات وما في الأرض ، قال : يا محمد هل تدري فيم يختصم الملأ الأعلى ؟ قلت نعم ، قال : في الكفارات ، والكفارات المُكث في المساجد بعد الصلوات ، والمشي على الأقدام إلى الجماعات ، وإسباغ الوضوء في المكاره ، ومن فعل ذلك عاش بخير ومات بخير ، وكان من خطيئته كيوم ولدته أمه ، وقال : يا محمد إذا صليت فقل : اللهم إني أسألك فعل الخيرات وترك المنكرات وحب المساكين ، وإذا أردت بعبادك فتنة فاقبضني إليك غير مفتون ، قال : والدرجات إنشاء السلام وإطعام الطعام والصلاة بالليل والناس نيام .

قال أبو عيسى : وقد ذكروا بين أبي قلابة وبين ابن عباس في هذا الحديث رجلا ، وقد رواه قتادة عن أبي قلابة عن خالد بن اللجلاج عن ابن عباس . ( السنن 5/366- 367- ك التفسير ) . وصححه الألباني في صحيح سنن الترمذي . وأخرجه بنحوه من حديث معاذ بن جبل وصححه ونقل تصحيح البخاري له ( السنن 5/ 368 ح 3235 ) .

أخرج الطبري بسنده الحسن عن قتادة قوله { ما كان لي علم بالملأ الأعلى } قال : هم الملائكة ، كانت خصومتهم في شأن آدم حين قال ربك للملائكة : { إني خالق بشرا من طين } . . . حتى بلغ { ساجدين } حين قال : { إني جاعل في الأرض خليفة } . . . حتى بلغ { ويسفك الدماء } ، ففي هذا اختصم الملأ الأعلى .