الملأ الأعلى : كناية عن الله وملائكته على ما يلهمه سياق الآيات التالية لها .
يختصمون : يتجادلون ويتحاورون .
استطراد إلى حديث نبوي مروي في سياق الآية : { ما كان لي من علم بالملإ الأعلى إذ يختصمون } :
لقد روى الترمذي في سياق هذه الآية حديثا عن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال : ( احتبس عنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات غداة عن صلاة الصبح ، حتى كدنا نترايا عين الشمس ، فخرج سريعا فثوب بالصلاة فصلى وتجوز في صلاته ، فلما سلم دعا بصوته قال لنا : على مصافّكم كما أنتم ، ثم انفتل إلينا فقال : أما إني سأحدثكم ما حبسني عنكم الغداة . إني قمت من الليل فتوضأت وصليت ما قدر لي ، فنعست في صلاتي حتى استثقلت ، فإذا أنا بربي تبارك وتعالى في أحسن صورة فقال : يا محمد قلت : لبيك رب قال : فيم يختصم الملأ الأعلى ؟ قلت : لا أدري قالها ثلاثا فرأيته وضع كفه بين كتفي حتى وجدت برد أنامله بين ثديي فتجلى لي كل شيء وعرفت فقال : يا محمد . قلت : لبيك رب قال : فيم يختصم الملأ الأعلى ؟ قلت : في الكفارات قال : ما هن ؟ قلت : مشي الأقدام إلى الحسنات ، والجلوس في المساجد بعد الصلوات ، وإسباغ الوضوء حين الكريهات . قال فبم ؟ قلت : إطعام الطعام ولين الكلام والصلاة بالليل والناس نيام . قال : سل ، قل : اللهم إني أسألك فعل الخيرات وترك المنكرات وحب المساكين وأن تغفر لي وترحمني ، وإذا أردت فتنة قوم فتوفني غير مفتون . أسألك حبك وحب من يحبك وحب عمل يقرب إلى حبك . قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إنها حق فادرسوها ثم تعلموها ) . وقد أوردنا بعض هذا الحديث الذي وصف ابن كثير بأنه حديث المنام المشهور في سياق تفسير آيات سورة النجم الأولى . وقد رأينا إيراده بجميع نصه هنا ؛ لأن المفسرين أوردوه في سياق الآيات التي نحن في صددها . ولأن فيه صورة رائعة لاستغراق النبي في عبادة ربه حتى يراه ويتحاور معه . وصورة رائعة كذلك لحياته مع أصحابه ومسارعته إلى إبلاغهم كل ما يقع له ولو كان رؤيا منام على اعتبارها حقا يجب إبلاغها إليهم . وما في المحاور والوعاء من التلقينات والفوائد .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.