ثم قال : { ما كان لي من علم بالملأ الأعلى إذ تختصمون } أي : قل يا محمد للمشركين الذين ينكرون ما جئتهم به ويكذبونك : ما كان لي من علم بالملائكة إذ اختصموا في آدم{[58555]} إذ شوروا في خلق آدم{[58556]} فاختصموا فيه ، وقالوا : { أتجعل فيها من يفسد فيها } الآيات{[58557]} ، قاله ابن عباس وغيره{[58558]} .
أي : لولا ( ما أوحاه{[58559]} ) إلى ربي وأعلمني به . فإعلامي ذلك لكم دليل على صدقي ونبوتي بأن هذا القرآن من عند الله عز وجل . وهذا كله معنى قول قتادة والسدي وغيرهما{[58560]} .
وفي الحديث : " يختصمون في الكفارات وفي إسباغ الوضوء في المكاره وانظار الصلاة بعد الصلاة " {[58561]} .
قال الحسن : لما صُعِد بالنبي صلى الله عليه وسلم إلى السماء ليلة الإسراء به مر في سماء منهن ، فإذا هو بأصوات الملائكة يختصمون ، ( قال لجبريل : " يا جبريل ، ما هذه الأصوات " ؟ قال : أصوات الملائكة يختصمون ){[58562]} في كفارات بني آدم . فقال النبي عليه السلام : " وما يقولون فيها " ؟ قال : يقولون : هي نقل الأقدام إلى الجماعات ( والصلوات ، وإسباغ ){[58563]} الوضوء عند المكروهات ، والتعقيب في المساجد بعد الصلوات . قال : ثم أوحى الله عز وجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم : " ما كان لي من علم بالملأ الأعلى " الآيتين .
وعن عبد الرحمن بن عائش الحضرمي{[58564]} قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " قال لي ربي : فيم يختصم الملأ الأعلى/ يا محمد ؟ ( فقلت : أنت أعلم يا رب ، فقالها ثانية ، فقلت : أنت أعلم يا رب . فوضع يده بين كتفي فوجدت بردها بين ثديي{[58565]} ، فعلمت ما في السماء والأرض . فقال : فيم يختصم الملأ الأعلى يا محمد ؟ قلت : في الكفارات ، فقال : وما الكفارات ؟ فقلت : المشي ونقل الأقدام إلى الجماعات ، وإبلاغ الوضوء أماكنه في المكروهات ، والجلوس في المساجد خلف الصلوات قال : من فعل ذلك يعيش بخير ويموت بخير ، ويكون من خطيئته كيوم ولدته أمه " {[58566]} .
وأجاز النحاس{[58567]} أن يكون المعنيَّ بالاختصام قريشا لأن منهم من قال : الملائكة بنات الله سبحانه وتعالى . فالمعنى على هذا : ما كان لي من علم بالملائكة إذ يختصم فيهم قريش . وأجاز أن يراد بالملأ الأعلى أشراف قريش يختصمون فيما بينهم فيخبر الله عز وجل نبيه صلى الله عليه وسلم ( بما شاء من ذلك فيعلمهم النبي بذلك ){[58568]} .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.