التفسير الصحيح لبشير ياسين - بشير ياسين  
{ٱلۡيَوۡمَ تُجۡزَىٰ كُلُّ نَفۡسِۭ بِمَا كَسَبَتۡۚ لَا ظُلۡمَ ٱلۡيَوۡمَۚ إِنَّ ٱللَّهَ سَرِيعُ ٱلۡحِسَابِ} (17)

قوله تعالى { اليوم تجزى كلّ نفس بما كسبت لا ظلم اليوم إن الله سريع الحساب } .

قال الحاكم : أخبرنا أبو العباس محمد بن أحمد المحبوبي ، ثنا سعيد بن مسعود ، ثنا يزيد بن هارون ، أنبأ همام بن يحيى ، عن القاسم بن عبد الواحد ، عن عبد الله بن محمد بن عقيل عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال : بلغني حديث عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم سمعه من رسول الله صلى الله عليه وسلم في القصاص ولم أسمعه ، فابتعت بعيرا فشددت رحلي عليه ثم سرت شهرا حتى قدمت مصر ، فأتيت عبد الله بن أنيس فقلت للبواب : قل له : جابر على الباب . فقال ابن عبد الله ؟ قلت : نعم . فأتاه فأخبره فقام يطأ ثوبه حتى خرج إليّ فاعتنقي واعتنقته فقلت له : حديث بلغني عنك سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم أسمعه في القصاص فخشيت أن أموت أو تموت قبل أن أسمعه فقال عبد الله سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : يحشر الله العباد أو قال الناس عراة غرلا بهما قال : قلنا : ما بهما . قال ليس معهم شيء ثم يناديهم بصوت يسمعه من بعد كما يسمعه من قرب أنا الملك أنا الديان لا ينبغي لأحد من أهل الجنة أن يدخل الجنة ولا ينبغي لأحد من أهل النار أن يدخل النار وعنده مظلمة حتى أقصه منه حتى اللطمة قال قلنا كيف ذا وإنما نأتي الله غرلا بهما ؟ قال : بالحسنات والسيئات قال : وتلا رسول الله صلى الله عليه وسلم { اليوم تجزى كل نفس بما كسبت لا ظلم اليوم } .

صحيح الإسناد ولم يخرجاه . ( المستدرك 2/437- 438- ك التفسير ، وصححه الذهبي ) ، وأخرجه البخاري معلقا بصيغة الجزم مختصرا وحسن إسناده الحافظ ابن حجر ( الفتح 1/173-174 ) ، ووافقه الألباني في ( السلسلة الصحيحة 1/302 ) .

وانظر سورة الزلزلة آية ( 6-8 ) .

قال ابن كثير : وقوله { إن الله سريع الحساب } ، أي : يحاسب الخلائق كلهم ، كما يحاسب نفسا واحدة ، كما قال : { ما خلقكم ولا بعثكم إلا كنفس واحدة } وقال : { وما أمرنا إلا واحدة كلمح البصر } .