{ الْيَوْمَ تُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ } هذا من تمام الجواب على القول بأن المجيب هو الله سبحانه ، وأما على القول بأن المجيب هم العباد كلهم ، أو بعضهم ، فهو مستأنف لبيان ما يقوله الله سبحانه بعد جوابهم ، أي اليوم تجزى كل نفس بما عملت في الدنيا من خير وشر { لَا ظُلْمَ الْيَوْمَ } على أحد منهم بنقص من ثوابه ، أو بزيادة في عقابه .
{ إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ } أي سريع حسابه ، لأنه سبحانه لا يحتاج إلى تفكر في ذلك كما يحتاجه غيره لإحاطة علمه بكل شيء { فلا يَعْزُبُ عَنْهُ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ } قيل : يحاسب جميع الخلق في قدر نصف نهار من أيام الدنيا لأنه تعالى لا يشغله حساب عن حساب ، يحاسب الخلق في وقت واحد ، الحديث ورد بذلك .
وأخرج عبد بن حميد عن ابن مسعود قال : ( يجمع الله الخلق كلهم يوم القيامة بصعيد واحد بأرض بيضاء ، كأنها سبيكة فضة لم يعص الله فيها قط ، فأول ما يتكلم أن ينادي مناد : لمن الملك اليوم إلى قوله . " الحساب " أخرجه عبد بن حميد ، قال : ما يبدأ به من الخصومات الدماء ، وقال ابن عباس ينادي مناد بين يدي الساعة : يا أيها الناس أتتكم الساعة فيسمعها الأحياء والأموات وينزل الله إلى السماء الدنيا فيقول : لمن الملك اليوم لله الواحد القهار الآية .
وأخرج ابن أبي الدنيا في البعث والديلمي عن أبي سعيد عن النبي صلى الله عليه وسلم مثله
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.