وكذلك إن قتل جماعة أذيق{[59517]} القتل كما أذاقهم في الدنيا وهو قوله تعالى{[59518]} : { اليوم تجزى كل نفس بما كسبت } الآية . أي : تثاب بما{[59519]} عملت في الدنيا لا يظلم أحد فيعاقب بما لم يفعل ولا يضيع ظلمه ( عند من ظلمه ){[59520]} .
{ إن الله سريع الحساب } ، أي : ذو سرعة في محاسبته{[59521]} عبادة يومئذ على أعمالهم .
روي أن ذلك اليوم لا ينتصف حتى يقيل أهل الجنة في الجنة وأهل النار في النار قد فرغ الله عز وجل من حسابهم والفصل بينهم{[59522]} .
فالمعنى : إنه تعالى لا تشغله{[59523]} محاسبة أحد عن محاسبة أحد .
وقد روي أنه تعالى يحاسب الخلق كلهم في مقدار حلب شاة{[59524]} ، وإنما{[59525]} هو تعالى يريد حساب كل نفس ويحدثه فيحدث لكل واحد منهم محاسبة في الحال التي{[59526]} يحدث{[59527]} فيها المحاسبة{[59528]} والمساءلة لأن بعض كلامه لا يشغله عن بعض ، وكذلك بعض خلقه لا يشغله عن بعض ، وهذه هي الصفات التي لا يشاركه{[59529]} فيها أحد ، ليس كمثله شيء . ولا يجوز لأحد أن يتأول أو يتخايل إليه في محاسبة الله سبحانه خلقه أنه يحاسبهم بكلام أو لسان . تعالى الله عن الجوارح وعن مشابهة المخلوقين ، إنما يحدث لكل إنسان محاسبة في الحال التي يريد محاسبته فيها . فافهم هذا ونزه الله عن التشبيه بالمخلوقين .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.