التفسير الصحيح لبشير ياسين - بشير ياسين  
{وَٱعۡلَمُوٓاْ أَنَّمَآ أَمۡوَٰلُكُمۡ وَأَوۡلَٰدُكُمۡ فِتۡنَةٞ وَأَنَّ ٱللَّهَ عِندَهُۥٓ أَجۡرٌ عَظِيمٞ} (28)

قوله تعالى : { واعلموا أنما أموالكم وأولادكم فتنة وأن الله عنده أجر عظيم }

قال الشيخ الشنقيطي : أمر تعالى الناس في هذه الآية الكريمة أن يعلموا : أن أموالهم وأولادهم فتنة يختبرون بها ، هل يكون المال والولد سببا للوقوع فيما لا يرضي الله ؟ . وزاد موضع آخر أن الأزواج فتنة أيضا ، كالمال والولد ، فأمر الإنسان بالحذر منهم أن يوقعوه فيما لا يرضي الله . ثم أمره إن اطلع على ما يكره من أولئك الأعداء الذين هم أقرب الناس له ، وأخصهم به ، وهم الأولاد والأزواج أن يعفو عنهم ، ويصفح ولا يؤاخذهم ، فيحذر منهم أولا ، ويصفح عنهم إن وقع منهم بعض الشيء ، وذلك في قوله في التغابن : { يا أيها الذين آمنوا إن من أزواجكم وأولادكم عدوا لكم فاحذروهم وإن تعفوا وتصفحوا وتغفروا فإن الله غفور رحيم إنما أموالكم وأولادكم فتنة والله عنده أجر عظيم } .

وصرح في موضع آخر بنهي المؤمنين عن أن تلهيهم الأموال والأولاد عن ذكره جل وعلا ، وأن من وقع في ذلك فهو الخاسر المغبون في حظوظه ، وهو قوله تعالى : { يا أيها الذين آمنوا لا تلهكم أموالكم ولا أولادكم عن ذكر الله ومن يفعل ذلك فأولئك هم الخاسرون } . والمراد بالفتنة في الآيات : الاختبار والابتلاء ، وهو أحد معاني الفتنة في القرآن .