تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{وَٱعۡلَمُوٓاْ أَنَّمَآ أَمۡوَٰلُكُمۡ وَأَوۡلَٰدُكُمۡ فِتۡنَةٞ وَأَنَّ ٱللَّهَ عِندَهُۥٓ أَجۡرٌ عَظِيمٞ} (28)

وقوله تعالى : ( واعلموا أنما أموالكم وأولادكم فتنة ) أي لم يعطهم الأولاد والأموال لعبا وباطلا ، أي ليكون[ من م ، في الأصل ليكونوا ] لهم الأموال والأولاد ، ولكن أعطاهم محنة وابتلاء . وكذلك جميع [ ما ][ ساقطة من الأصل وم ] أنشأ في الدنيا من الأشياء إنما أنشأه[ الهاء ساقطة من الأصل وم ] لنا فتنة ومحنة كقوله تعالى : ( ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع )الآية[ البقرة : 155 ] وقوله تعالى : ( ونبلوكم بالشر والخير فتنة وإلينا ترجعون )[ الأنبياء : 35 ] وقوله[ في الأصل وم : وقال ] تعالى : ( وبلوناهم بالحسنات والسيئات )الآية[ الأعراف : 168 ] وغيرها[ في الأصل وم : أو غيره ] من الآيات يدل أن جميع ما أنشأ فتنة ومحنة ، يمتحن به البشر بقوله تعالى : ( أنما أموالكم وأولادكم فتنة ) أي محنة وابتلاء امتحنا به في أنواع التأديب والتعليم والحفظ والحقوق التي جعلها عليهم ، وهو كقوله تعالى : ( يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم )الآية [ التحريم : 6 ] وأوجب في الأموال حقوقا ، امحنا بأداء تلك الحقوق التي فيها . وكذلك في جميع ما أمر الله به الخلائق بأمور ، ونهاهم . إنما أمر ونهى لمنفعة الخلائق ودفع الضرر عنهم لا لمنفعة نفسه[ في الأصل وم : أو ضررا أو حاجة دفع به عن نفسه ] ؛ إذ له ملك ما في السموات والأرض ، وهو العزيز بذلك بذاته ، لا تمسه حاجة ، يتعالى عن ذلك .

وقوله تعالى : ( وأن الله عنده أجر عظيم ) لمن [ لم ][ من م ، ساقطة من الأصل ] يخن الله والرسول وعد لهم الأجر العظيم إذا قاموا بوفاء ما امتحنهم الله ، وابتلاهم به من الأولاد حين[ في الأصل وم : حيث ] قال : ( وأن الله عنده أجر عظيم ) .