التفسير الصحيح لبشير ياسين - بشير ياسين  
{وَإِذۡ قَالُواْ ٱللَّهُمَّ إِن كَانَ هَٰذَا هُوَ ٱلۡحَقَّ مِنۡ عِندِكَ فَأَمۡطِرۡ عَلَيۡنَا حِجَارَةٗ مِّنَ ٱلسَّمَآءِ أَوِ ٱئۡتِنَا بِعَذَابٍ أَلِيمٖ} (32)

قوله تعالى : { وإذ قالوا اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك فأمطر علينا حجارة من السماء أو ائتنا بعذاب أليم وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون }

قال البخاري : حدثني أحمد ، حدثنا عبيد الله بن معاذ ، حدثنا أبي ، حدثنا شعبة ، عن عبد الحميد – هو ابن كرديد صاحب الزيادي- سمع أنس بن مالك رضي الله عنه : قال أبو جهل { اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك فأمطر علينا حجارة من السماء أو ائتنا بعذاب أليم } فنزلت { وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون وما لهم ألا يعذبهم الله وهم يصدون عن المسجد الحرام } الآية .

( الصحيح 8/158 ح 4648 – ك التفسير – سورة الأنفال ، ب الآية ) ، وأخرجه مسلم ( الصحيح 4/2154 – ك صفات المنافقين وأحكامهم ، ب قوله { إن الإنسان ليطغى } ) .

أخرج الطبري بسنده الصحيح عن مجاهد قوله : { إن كان هذا هو الحق من عندك } قال : قول النضر بن الحارث أو : ابن الحارث بن كلدة . ا . ه .

وأخرجه من طرق صحيحه مرسلة أخرى ، عن سعيد بن جبير وعطاء والسدي ، وهي مراسيل يقوي بعضها بعضا .

قال الحاكم : حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ، ثنا العباس بن محمد الدوري ، ثنا الأسود بن عامر شاذان ، ثنا حماد بن سلمة عن أبي جعفر الخطمي ، عن محمد ابن كعب القرظي ، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : كان فيكم أمانان مضت إحداهما وبقيت الأخرى { وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون } .

( المستدرك 1/542 – ك الدعاء ) ، وقال : هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه ، ووافقه الذهبي ) .

قال أحمد : ثنا أبو سلمة ، أنا ليث ، عن زيد بن الهاد عن عمرو ، عن أبي سعيد الخدري قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( إن إبليس قال لربه : بعزتك وجلالك لا أبرح أغوي بني آدم ما دامت الأرواح فيهم ، فقال الله : فبعزتي وجلالي لا أبرح أغفر لهم ما استغفروني ) .

( المسند 3/29 ) ، وأخرجه أيضا عن يونس عن ليث به ( المسند 3/41 ) ، وعزاه الهيثمي لأحمد وأبي يعلى والطبراني في الأوسط ثم قال : أحد إسنادي أحمد رجاله رجال الصحيح ، وكذلك أحد إسنادي أبي يعلى ( مجمع الزوائد 10/207 ) ، وأخرجه الحاكم ( المستدرك 4/261 ) من طريق دراج عن أبي الهيثم عن أبي سعيد به . وقال : صحيح الإسناد ولم يخرجاه ، ووافقه الذهبي . وصححه الألباني في ( السلسلة الصحيحة ح 104 ) .

أخرج الطبري بسنده الحسن عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس قوله : { وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم } يقول : ما كان الله سبحانه يعذب قوما وأنبياؤهم بين أظهرهم حتى يخرجهم ثم قال : { وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون } يقول : ومنهم من قد سبق له من الله الدخول في الإيمان ، وهو الاستغفار . ثم قال : { وما لهم ألا يعذبهم الله } ، فعذبهم يوم بدر بالسيف .