التفسير الصحيح لبشير ياسين - بشير ياسين  
{فَلَمۡ تَقۡتُلُوهُمۡ وَلَٰكِنَّ ٱللَّهَ قَتَلَهُمۡۚ وَمَا رَمَيۡتَ إِذۡ رَمَيۡتَ وَلَٰكِنَّ ٱللَّهَ رَمَىٰ وَلِيُبۡلِيَ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ مِنۡهُ بَلَآءً حَسَنًاۚ إِنَّ ٱللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٞ} (17)

قوله تعالى : { فلم تقتلوهم ولكن الله قتلهم وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى وليبلي المؤمنين منه بلاء حسنا إن الله سميع عليم }

قال الحاكم : أخبرني إسماعيل بن محمد بن الفضل الشعراني ، ثنا جدي ثنا إبراهيم بن المنذر الحزامي ، ثنا محمد بن فليح ، عن موسى بن عقبة ، عن ابن شهاب ، عن سعيد بن المسيب ، عن أبيه قال : أقبل أبي بن خلف يوم أحد إلى النبي صلى الله عليه وسلم يريده ، فاعترض رجال من المؤمنين ، فأمرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فخلوا سبيله ، فاستقبله مصعب بن عمير أخو بني عبد الدار ، ورأى رسول الله صلى الله عليه وسلم ترقوة أبي من فرجة بين سابغة الدرع والبيضة ، فطعنه بحربته فسقط أبي عن فرسه ، ولم يخرج من طعنته دم ، فكسر ضلعا من أضلاعه ، فأتاه أصحابه وهو يخور خوار الثور فقالوا : ما أعجزك إنما هو خدش ؟ فذكر لهم قول رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( بل أنا أقتل أبيا ) ثم قال : والذي نفسي بيده لو كان هذا الذي بي بأهل ذي المجاز لماتوا أجمعين ، فمات أبي إلى النار ، فسحقا لأصحاب السعير ، قبل أن يقدم مكة فأنزل الله { وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى } الآية .

هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه . ( المستدرك 2/327 – ك التفسير ، سورة الأنفال وصححه الذهبي وابن الملقن ) .

أخرج الطبري بسنده الحسن عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس قال : رفع رسول الله صلى الله عليه وسلم يده يوم بدر فقال : ( يا رب إن تهلك هذه العصابة فلن تعبد في الأرض أبدا ! فقال له جبريل : خذ قبضة من التراب ! فأخذ قبضة من التراب ، فرمى بها في وجوههم ، فما من المشركين من أحد إلا أصاب عينيه ومنخريه وفمه تراب من تلك القبضة ، فولوا مدبرين .

( التفسير 13/445 ح 15827 ) ، وأخرج ابن أبي حاتم ( التفسير – سورة الأنفال/17 ح 174 ) من طريق أبيه ، عن أبي صالح به . وهذا الإسناد جيد محتج به . وتقدم الكلام عليه عند الآية ( 29 ) من سورة النساء . والحديث أورده الهيثمي في ( مجمع الزوائد 6/74 ) وعزاه للطبراني ثم قال : إسناده حسن .