نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي [إخفاء]  
{وَلَا يَحُضُّ عَلَىٰ طَعَامِ ٱلۡمِسۡكِينِ} (34)

ولما بين عناده للملك الأعظم بإفساده القوة العلمية بين ما يوجبه الكفر من احتقاره للضعفاء إفساداً للقوة العملية{[68124]} إعلاماً بأنه مكلف بفروع الشريعة كما أنه مكلف بأصولها ، وبياناً لأن عناده لمن فوقه لرداءة طبعه لا لعلو همته ، فقال معظماً لهذا الذنب لجعله في سياق الكفر وبالتعبير بالحض مشيراً به إلى أن فاعل ذلك شديد الاستغراق في حب الدنيا لأنه لا يمنعه من حث غيره على الخير إلا ادخاره لنفسه : { ولا يحض } أي يحمل ويحث { على } بذل { طعام } أو إطعام { المسكين * } أي تسهيله بإعانته{[68125]} عليه إن كان موجوداً ، والسؤال في بذله وما يقوم مقامه إن كان مفقوداً ، فكيف بالبذل من عنده ، فإن ذلك لا يحمل عليه إلا الإيمان لخلوه عن حظ ، والتقييد يفهم أنه يحث على خدمة الأكابر{[68126]} الجبابرة ويحب العكوف على أبوابهم والإضافة مع التعبير بالطعام دون الإطعام تشعر{[68127]} بأن الفقراء يملكون كفايتهم من أموال {[68128]}الأغنياء ، فدل ذلك على أنه مع كفره هو أشنع صفات الباطن في غاية الشح والقساوة وعدم المروءة للإعراض عن أسباب التمدح وعن التنزه عن سوء القالة وقبيح الذكر ، وذلك أشنع الرذائل ، فلذلك خصص هذين الأمرين ، وكان أبو الدرداء رضي الله عنه يحض على طعامهم ويقول : خلعنا نصف السلسة بالإيمان أفلا نخلع الآخر - يعني بالحث على الإطعام ، وذمه على الاستهان بالمساكين يفهم الذم على {[68129]}الاستهانة بمن هم{[68130]} دونهم ممن هو أسوأ حالاً منهم بطريق الأولى .


[68124]:- زيد من ظ.
[68125]:- من ظ وم، وفي الأصل: وإعانته.
[68126]:- من ظ وم، وفي الأصل: إلا وكان.
[68127]:- في ظ وم: للإشعار.
[68128]:- من ظ وم، وفي الأصل: مال.
[68129]:- من ظ وم، وفي الأصل: استهانة عن ما هو.
[68130]:- من ظ وم، وفي الأصل: الزمان.
 
التفسير الميسر لمجموعة من العلماء - التفسير الميسر [إخفاء]  
{وَلَا يَحُضُّ عَلَىٰ طَعَامِ ٱلۡمِسۡكِينِ} (34)

ولا يحث الناس في الدنيا على إطعام أهل الحاجة من المساكين وغيرهم .

 
التفسير الشامل لأمير عبد العزيز - أمير عبد العزيز [إخفاء]  
{وَلَا يَحُضُّ عَلَىٰ طَعَامِ ٱلۡمِسۡكِينِ} (34)

قوله : { ولا يحض على طعام المسكين } كان هذا الشقي الخاسر لا يحضّ الناس على إطعام المساكين والمحاويج وذلك ينبه إلى فظاعة جرم البخل وحجب المال عن مستحقيه من الفقراء وأهل الحاجة . فلئن كان هذا الوعيد المخوف بالعذاب لتارك الحضّ على الإطعام ، فكيف بتارك الإطعام نفسه .