تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{وَلَا يَحُضُّ عَلَىٰ طَعَامِ ٱلۡمِسۡكِينِ} (34)

الآية 34 وقوله تعالى : { ولا يحض على طعام المسكين } إخبار أنه كان لا يؤمن بالبعث لأن المؤمنين{[21956]} ليسوا يطلبون من المساكين الجزاء لما يطعمونهم ، وإنما يطعمونهم لوجه الله ورجاء الثواب في الآخرة .

والكافر غير مؤمن بالجزاء ليحمله ذلك على الإطعام ، وليس هو بكسب ، يرغب فيه ، من مكاسب الدنيا ، فكأنه يقول : إن الذي أفضى به إلى النار تركه الإيمان بالله تعالى أو بالبعث .

ويجوز أن يكون قوله : { ولا يحض على طعام المسكين } إثبات السخرية من الذي ترك [ حض أهله على الإطعام ]{[21957]} كقوله : { أنطعم من لو يشاء الله أطعمه }[ يس 47 ] يقول : كيف نطعمه {[21958]} ، ومن بيده خزائن السماوات والأرض ، لا يطعمه ؟ فلو كان أهلا للإطعام لكان الأولى بأن{[21959]} يطعمه الله تعالى .


[21956]:في الأصل وم: الناس.
[21957]:في الأصل وم: المحض على أهله بالإطعام
[21958]:في الأصل وم: أطعمه.
[21959]:في الأصل وم: من.