الجواهر الحسان في تفسير القرآن للثعالبي - الثعالبي  
{وَلَا يَحُضُّ عَلَىٰ طَعَامِ ٱلۡمِسۡكِينِ} (34)

وقوله تعالى : { وَلاَ يَحُضُّ على طَعَامِ المسكين } خُصَّتْ هذه الخلةُ بالذكرِ ، لأنَّها من أضَرِّ الخِلاَلِ بالبشر ؛ إذا كثُرَتْ في قوم هَلَكَ مساكينُهم ، ( ت ) : ونَقَلَ الفخرُ عن بعض الناس أنه قال في قوله تعالى : { وَلاَ يَحُضُّ على طَعَامِ المسكين } : دليلانِ قويَّانِ على عِظَمِ الجرْمِ في حِرْمَانِ المساكين ، أحدهما : عَطْفُه على الكفرِ وجَعْلُه قريناً له ، والثاني : ذِكْرُ الحضِّ دُونَ الفِعْلِ ليعلمَ أنَّه إذا كانَ تاركَ الحضِّ بهذه المنزلةِ ، فكيفَ بمن ترك الفِعْل ، قال الفخر : ودلتِ الآية على أنَّ الكفارَ يُعَاقَبُونَ على ترك الصلاةِ والزكاةِ ، وهو المرادُ من قولنا : إنهم مخاطَبُون بفروعِ الشريعة وعن أبي الدَّرْدَاءِ أنه : كانَ يَحُضُّ امرأتَه على تكثيرِ المَرَقِ ؛ لأجْلِ المساكينِ ، ويقول : خَلَعْنَا نصفَ السلسلةِ بالإيمَانِ ، أَفَلاَ نَخْلَعُ النصفَ الثاني ؟ انتهى .