فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{وَلَا يَحُضُّ عَلَىٰ طَعَامِ ٱلۡمِسۡكِينِ} (34)

{ وَلاَ يَحُضُّ على طَعَامِ المسكين } أي لا يحث على إطعام المسكين من ماله ، أو لا يحث الغير على إطعامه ، ووضع الطعام موضع الإطعام ، كما يوضع العطاء موضع الإعطاء ، كما قال الشاعر :

أكفراً بعد ردّ موتي عني *** وبعد عطائك المال الرعابا

أي بعد إعطائك ، ويجوز أن يكون الطعام على معناه غير موضوع موضع المصدر ، والمعنى : أنه لا يحث نفسه أو غيره على بذل نفس طعام المسكين ، وفي جعل هذا قريناً لترك الإيمان بالله من الترغيب في التصدّق على المساكين وسدّ فاقتهم ، وحثّ النفس والناس على ذلك ما يدلّ أبلغ دلالة ، ويفيد أكمل فائدة على أن منعهم من أعظم الجرائم وأشدّ المآثم .

/خ52