ولما كان هذا عيباً وكان{[43571]} علمه مستلزماً لعلم الشهادة ، وكان للتصريح مزية لا تخفى ، صرح به على وجه كلي يعم تلك الجزيئات وغيرها فقال : { عالم الغيب } وهو ما غاب عن كل مخلوق { والشهادة } قال الرماني : الغيب : كون الشيء بحيث يخفى عن{[43572]} الحس ، والشهادة : كونه بحيث يظهر له .
ولما كان العلم والحكمة لا يتمان{[43573]} إلا بكمال القدرة والعظمة قال : { الكبير } أي{[43574]} الذي يتضاءل عنده{[43575]} كل ما فيه صفات تقتضي الكبر ، قال الإمام أبو الحسن الحرالي : والكبر : ظهور التفاوت في ظاهرالأمر وباهر القدر الذي لا يحتاج إلى فكر ، ولذلك كان فطرة للخلق أن الله أكبر ، ولما كان لا ظاهر قدر للخلق لما عليهم من بادي الضرورات والحاجات{[43576]} المعلنة بصغير القدر ، ومن حاول منهم أن يكبر{[43577]} بسطوة أو تسلط وفساد زاد صغار قدره بما اكتسب في أعين أرباب البصائر في الدنيا ، ويبدو ذلك منه لعيون{[43578]} جميع الخلق في الأخرى " يحشر المتكبرون{[43579]} يوم القيامة كأمثال الذر يطأهم الناس بأقدامهم " فلذلك اختصاص معنى أنه لا كبير إلا الله - انتهى . { المتعال * } أي{[43580]} الذي لا يدنو - من أوج علوه في ذات أو صفة أو فعل - عالٍ ، وأخرجه مخرج التفاعل ليكون أدل على المعنى وأبلغ فيه ؛ وقال أبو الحسن الحرالي رحمه الله : والتعالي : فوت{[43581]} التناول والمنال بحكم أو حجة ، وأشعر التفاعل بما يجري{[43582]} من توهم المحتجين في أمره بأوهام حجج داحضة{ حجتهم داحضة عند ربهم }[ الشورى : 16 ] فهو تعالى يأذن في الاحتجاج والجدال ثم يتعالى بما له من الحجة البالغة{ قل فلله الحجة البالغة{[43583]} }[ الأنعام : 149 ] فهو المتعالي علماً وحكماً وحجة ، وحقيقة المتعالي الذي لا يتعالى{[43584]} إلا هو - انتهى . والحاصل أنه لما وصف نفسه مما تقدم ، أشار إلى أن{[43585]} ذلك على ما تحتمله العقول{[43586]} وأن الحق في وصفه الكبر{[43587]} المطلق والتعالي{[43588]} المطلق ، لأن العقول لا تحتمل أكثر من ذلك .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.