نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي  
{وَٱلَّذِينَ يَسۡعَوۡنَ فِيٓ ءَايَٰتِنَا مُعَٰجِزِينَ أُوْلَـٰٓئِكَ فِي ٱلۡعَذَابِ مُحۡضَرُونَ} (38)

ولما كان في سياق الترغيب في الإيمان بعد الإخبار بأنه بشير ونذير ، قال معبراً بالمضارع {[56984]}بياناً لحال{[56985]} من يبعده ماله {[56986]}وولده من الله{[56987]} : { والذين يسعون } أي يجددون السعي من غير توبة بأموالهم وأولادهم { في آياتنا } على ما لها من عظمة الانتساب إلينا { معاجزين } أي طالبين تعجيزها أي تعجيز الآتين بها عن إنفاذ مراداتهم بها{[56988]} بما يلقونه من الشبه فيضلون غيرهم بما أوسعنا عليهم وأعززناهم به من الأموال والأولاد .

ولما كان سبحانه قد بت الحكم بشقاوتهم ، وأنفذ القضاء بخسارتهم ، أسقط فاء السبب إعراضاً{[56989]} عن أعمالهم {[56990]}وقال{[56991]} : { أولئك } أي البعداء البغضاء { في العذاب } أي المزيل للعذوبة { محضرون * } أي يحضرهم فيه الموكلون بهم من جندنا على أهون وجه وأسهله وهم داخرون ، قال القشيري : إن هؤلاء هم الذين لا يحترمون الأولياء ولا يراعون حق الله في السر ، فهم في عذاب الاعتراض على أولياء الله وعذاب الوقوع بشؤم{[56992]} ذلك في ارتكاب محارم الله ثم في عذاب السقوط من عين الله .


[56984]:من ظ وم ومد، وفي الأصل: بيان الحال.
[56985]:من ظ وم ومد، وفي الأصل: بيان الحال.
[56986]:سقط ما بين الرقمين من مد.
[56987]:سقط ما بين الرقمين من مد.
[56988]:من ظ وم ومد، وفي الأصل: إعراضهم.
[56989]:من ظ وم ومد، وفي الأصل: إعراضهم.
[56990]:سقط ما بين الرقمين من ظ.
[56991]:سقط ما بين الرقمين من ظ.
[56992]:من ظ وم ومد، وفي الأصل: بسوء.