نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي  
{وَيَوۡمَ يَحۡشُرُهُمۡ جَمِيعٗا ثُمَّ يَقُولُ لِلۡمَلَـٰٓئِكَةِ أَهَـٰٓؤُلَآءِ إِيَّاكُمۡ كَانُواْ يَعۡبُدُونَ} (40)

ولما أبطل شبهتهم فعلم بذلك أن الأمر كله له ، وأنهم في محل الخطر{[57007]} ، وكان قد بقي{[57008]} من شبههم أنهم يقولون : نحن نعبد الملائكة فهم يشفعون لنا ، وكان الأنبياء عليهم السلام لا ينكرون أن الملائكة مقربون أبطل ما يتعلقون به منهم ، وبين أنه لا أمر لهم وأنهم بريئون منهم ، فقال عاطفاً على { إذ الظالمون } : { ويوم نحشرهم{[57009]} } أي نجمعهم جمعاً بكره بعد البعث ، وعم التابع والمتبرع بقوله : { جميعاً } .

ولما كانت مواقف الحشر طويلة وزلازله مهولة قال : { ثم نقول{[57010]} للملائكة } أي توبيخاً للمشركين وإقناطاً مما يرجون منهم من الشفاعة . ولما كانت العبادة لا تنفع إلا إذا كان المعبود راضياً بها وكانت خالصة ، قال مبكتاً للمشركين وموبخاً ليكون هناك سؤال وجواب فيكون التقريع أشد والخجل به أعظم ، والخوف والهوان أتم وألزم ويكون اقتصاص ذلك عظة للسامعين{[57011]} ، وزجراً للجاهلين ، وتنبيهاً للغافلين ، على طريق

{ أأنت قلت للناس اتخذوني {[57012]}وأمي إلهين من دون الله{[57013]} }[ المائدة : 116 ] الآيات : { أهؤلاء } أي الضالون ؛ وأشار إلى أنه لا ينفع من العبادة إلا ما كان خالصاً فقال : { إياكم } أي خاصة { كانوا يعبدون * } بأفعالهم الاختيارية والقسرية ليعلم أنهم {[57014]}عبيد لكم{[57015]} تستحقون عبادتهم ، و{[57016]} في التعبير بما يدل على الاختصاص تنبيه لقريش على أنه لا يعتد من العبادة إلا بالخالص


[57007]:من ظ وم ومد، وفي الأصل: النظر.
[57008]:من ظ وم ومد، وفي الأصل: نفي.
[57009]:وقراءة حفص بالياء التحتانية.
[57010]:وقراءة حفص بالياء التحتانية.
[57011]:من ظ وم ومد، وفي الأصل: للسائلين.
[57012]:سقط ما بين الرقمين من ظ وم ومد.
[57013]:سقط ما بين الرقمين من ظ وم ومد.
[57014]:في ظ: عبيدكم.
[57015]:في ظ: عبيدكم.
[57016]:سقط من ظ.