نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي  
{قُلۡ إِنَّ رَبِّي يَبۡسُطُ ٱلرِّزۡقَ لِمَن يَشَآءُ وَيَقۡدِرُ وَلَٰكِنَّ أَكۡثَرَ ٱلنَّاسِ لَا يَعۡلَمُونَ} (36)

ولما كانت{[56960]} لشبهتهم هذه شعبتان {[56961]}تتعلق إحداهما{[56962]} بالذات والأخرى بالثمرات ، بدأ بالأولى لأنها أهم ، فقال مؤكداً{[56963]} تكذيباً لمن يظن أن سعيه يفيد في الرزق شيئاً لولا السعي ما كان : { قل } يا أكرم الخلق على الله ! مؤكداً لأجل إنكارهم لأن{[56964]} يوسع في الدنيا على{[56965]} من لا يرضى فعله : { إن ربي } أي المحسن إليّ بالإنعام بالسعادة الباقية { يبسط الرزق } أي يجدده في كل وقت أراده بالأموال والأولاد وغيرها { لمن يشاء ويقدر } أي يضيق على من يشاء منكم ومنا ومن غيرنا من سائر الأمم المخالفين لنا ولكم في{[56966]} الأصول مع{[56967]} أنه لا يمكن أن يكون جميع{[56968]} الموسع عليهم على ما هو حق عنده{[56969]} ومرضى له ، لاختلافهم في الأصول وتكفير بعضهم لبعض ، فإن الله معذب بعضهم لا محالة ، فبطلت شبهتهم ، وثبت أنه يفعل ما يشاء ابتلاء وامتحاناً ، فلا يدل البسط على الرضى ولا القبض على السخط - على ما عرف من سنته في هذه الدار { ولكن أكثر الناس } أي الذين لم يرتفعوا{[56970]} عن حد النوس والاضطراب { لا يعلمون * } أي ليس لهم علم ليتدبروا به ما ذكرنا{[56971]} من الأمر فيعلموا أنه ليس كل موسع عليه في دنياه سعيداً في عقباه .


[56960]:في م ومد: كان.
[56961]:من ظ وم ومد، وفي الأصل: متعلق أحدهما.
[56962]:من ظ وم ومد، وفي الأصل: متعلق أحدهما.
[56963]:زيد ف الأصل: تنبيها و، ولم تكن الزيادة في ظ وم ومد فحذفناها.
[56964]:من ظ وم ومد، وفي الأصل: أن.
[56965]:سقط من ظ.
[56966]:من م ومد، وفي الأصل وظ: مع.
[56967]:زيد من ظ وم ومد.
[56968]:من ظ وم ومد، وفي الأصل: جمع.
[56969]:من ظ وم ومد، وفي الأصل: عندهم.
[56970]:من ظ وم ومد، وفي الأصل: لم يرافعوا.
[56971]:من ظ وم ومد، وفي الأصل: ذكر.