ولما قصر الحكم عليه دل على ذلك بقوله ذاكراً من آيات الآفاق العلوية ما يرد الموفق عن غيه : { هو } أي وحده { الذي يريكم } أي بالبصر والبصيرة { آياته } أي علاماته الدالة على تفرده بصفات الكمال تكميلاً لنفوسكم ، فينزل من السماء ماء فيحيي به الأرض بإعادة ما تحطم فيها من الحبوب فتفتتت بعد موتها بصيرورة ذلك الحب تراباً لا تميز له عن ترابها ، فيتذكر به البعث لمن انمحق فصار تراباً وضل في تراب الأرض حتى لا تميز له عنه من طبعه الإنابة ، وهو الرجوع عما هو عليه من الجهل إلى الدليل بما ركز في فطرته من العلم ، وذلك هو معنى قوله : { وينزل لكم } أي خاصاً بنفعكم أو ضركم { من السماء } أي جهة العلو الدالة على قهر ما نزل منها بإمساكه إلى حين الحكم بنزوله { رزقاً } لإقامة أبدانكم من الثمار والأقوات بانزال الماء فهو سبحانه يدلكم عليه ويتحبب إليكم لتنفعوا أنفسكم وأنتم تتبغضون إليه وتتعامون عنه لتضروها { وما يتذكر } ذلك تذكراً تاماً - بما أشار إليه الإظهار - فيقيس عليه بعث من أكلته الهوام ، وانمحق باقيه في الأرض { إلا من ينيب * } أي له أهلية التجديد في كل وقت للرجوع إلى الدليل بأن يكون حنيفاً ميالاً للطافته مع الدليل حيثما مال . ما هو بجلف جامد على ما ألفه ، ولا يحول عنه أصلاً ، لا يصغي إلي قال ولا قيل ، ولو قام على خطابه كل دليل .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.