تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{هُوَ ٱلَّذِي يُرِيكُمۡ ءَايَٰتِهِۦ وَيُنَزِّلُ لَكُم مِّنَ ٱلسَّمَآءِ رِزۡقٗاۚ وَمَا يَتَذَكَّرُ إِلَّا مَن يُنِيبُ} (13)

الآية 13 وقوله تعالى : { هُوَ الَّذِي يُرِيكُمْ آَيَاتِهِ } اختلف في قوله : { يريكم آياته } [ قال بعضهم : ]{[18175]} هو ما أراهم مكذّبي رسله ومصدّقيهم من أوائلهم حين{[18176]} استأصل هؤلاء بتكذيبهم رسله ، وأنجى مصدّقيهم بتصديقهم إياهم{[18177]} ليحذر هؤلاء من تكذيب رسوله .

وقال بعضهم : أراهم آيات وحدانيته وربوبيته وقدرته وسلطانه في السماوات والأرض ما لو تأمّلوا لعرفوا ذلك ، وهو كقوله تعالى : { وكأيّن من آية في السماوات والأرض } [ يوسف : 105 ] آيات وحدانيته . وذكر أنهم يمرّون عليها ، أي يرونها ، لكنهم يعرضون عنها ، والله أعلم .

وقال بعضهم : في قوله { هو الذي يريكم آياته } يا أهل مكة إذا سافرتم رأيتم آيات المتقدمين ومنازلهم وهلاكهم ، وهو الأول بعينه .

وقوله تعالى : { وَيُنَزِّلُ لَكُمْ مِنَ السَّمَاءِ رِزْقًا } يخبر عن آيات وحدانيته أنه ينزّل رزقهم من السماء ، ويحيي{[18178]} الخلق ، وينقطع عن تنزيل الرزق من السماء ليعلموا أن منشئ الأرض والسماء واحد [ وأنه أوصل ]{[18179]} منافع السماء بمنافع الأرض على ما يحتمل أنه يذكر نعمه عليهم حين{[18180]} يعلمون أنه هو الذي أنزل أرزاقهم من السماء لا{[18181]} من يعبدون من الأصنام .

فكيف تصرفون عبادتكم وشكركم إلى غيره ؟

وقوله تعالى : { وَمَا يَتَذَكَّرُ إِلَّا مَنْ يُنِيبُ } وما يتذكر ما ذكر من الآيات ، ولا يتأمّلها { إلا من ينيب } إليه بطاعته . أو يقول لا يتذكر ، ولا يتعظ بآياته ومواعيده { إلا من ينيب } إليه بالقبول لأمره وطاعته .


[18175]:ساقطة من الأصل وم.
[18176]:في الأصل وم: حيث.
[18177]:في الأصل وم: إياه.
[18178]:في الأصل وم: وحيل.
[18179]:في الأصل وم: حيث اتصل.
[18180]:في الأصل وم: حيث.
[18181]:في الأصل وم: دون.