السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{هُوَ ٱلَّذِي يُرِيكُمۡ ءَايَٰتِهِۦ وَيُنَزِّلُ لَكُم مِّنَ ٱلسَّمَآءِ رِزۡقٗاۚ وَمَا يَتَذَكَّرُ إِلَّا مَن يُنِيبُ} (13)

ولما قصر الحكم عليه دل على ذلك بقوله تعالى : { هو } أي : وحده { الذي يريكم } أي : بالصبر والبصيرة { آياته } أي : علاماته الدالة على تفرده بصفات الكمال وأنه لا يجوز جعل هذه الأحجار المنحوتة والخشب المصور شركاء لله عز وجل في العبودية ، ومن آياته الدالة على كمال القدرة والعظمة قوله تعالى : { وينزل لكم من السماء } أي : جهة العلو الدالة على قهر ما نزل منها بإمساكه إلى حين الحكم بنزوله { رزقاً } أي : أسباب رزق كالمطر لإقامة أبدانكم لأن أهم المهمات رعاية مصالح الأديان ومصالح الأبدان ، والله تعالى راعى مصالح أديان العباد بإظهار البينات والآيات ، وراعى مصالح أبدانهم بإنزال الرزق من السماء ، فموقع الآيات من الأديان كموقع الأرزاق من الأبدان وعند حصولهما يكمل الأنعام الكامل ، وقرأ ابن كثير وأبو عمرو بسكون النون وتخفيف الزاي والباقون بفتح النون وتشديد الزاي { وما يتذكر } ذلك تذكراً تاماً فيتعظ بهذه الآيات { إلا من ينيب } أي : يرجع إلى الله تعالى ويقبل بكليته إلى الله تعالى في جميع أموره فيعرض عن غير الله تعالى .ولهذا قال عز من قائل : { فادعوا }