جامع البيان في تفسير القرآن للإيجي - الإيجي محيي الدين  
{هُوَ ٱلَّذِي يُرِيكُمۡ ءَايَٰتِهِۦ وَيُنَزِّلُ لَكُم مِّنَ ٱلسَّمَآءِ رِزۡقٗاۚ وَمَا يَتَذَكَّرُ إِلَّا مَن يُنِيبُ} (13)

{ هو الذي يريكم{[4351]} آياته } الدالة على توحيده وكمال قدرته ، { وينزل لكم من السماء رزقا } : أسباب رزق أي : المطر ، { وما يتذكر } : بالآيات ، { إلا من ينيب } : يرجع إلى الله تعالى ، فإن المنكر المعاند لا ينظر فيما ينافي مقصوده


[4351]:لما ذكر ما يوجب التهديد في حق المشركين، أردفه بذكر ما يدل على كمال قدرته وحكمته، ليصير ذلك دليل على أنه لا يجوز جعل غيره شريكا له، والمعنى أن الوقوف على دلائل توحيد الله كالأمر المركوز في العقل إلا أن القول بالشرك والاشتغال بعبادة غير الله يصير كالمانع من تجلى تلك الأنوار، فإذا أعرض العبد عنها وأناب إلى الله تعالى زال الغطاء والوطاء فظهر النور التام، ولما قرر هذا المعنى صرح بالمطلوب وهو الإعراض عن غير الله، والإقبال بالكلية على الله تعالى فقال:{فادعوا الله مخلصين له الدين}/12 كبير