فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{هُوَ ٱلَّذِي يُرِيكُمۡ ءَايَٰتِهِۦ وَيُنَزِّلُ لَكُم مِّنَ ٱلسَّمَآءِ رِزۡقٗاۚ وَمَا يَتَذَكَّرُ إِلَّا مَن يُنِيبُ} (13)

{ هُوَ الَّذِي يُرِيكُمْ آَيَاتِهِ } أي دلائل توحيده ، وعلامات قدرته ، من الريح والسحاب والرعد والبرق ونحوها { وَيُنَزِّلُ لَكُمْ مِنَ السَّمَاءِ رِزْقًا } يعني مطرا فإنه سبب الأرزاق ، جمع سبحانه بين إظهار الآيات ، وإنزال الأرزاق لأن بإظهار الآيات قوام الأديان ، وبالأرزاق قوام الأبدان ، وهذه الآيات هي التكوينية التي جعلها الله سبحانه في سماواته وأرضه ، وما فيهما وما بينهما قرأ الجمهور : ينزل بالتشديد ، وقرئ بالتخفيف ، وصيغة المضارعة في الفعلين للدلالة على تجدد الإرادة والتنزيل واستمرارهما .

{ وَمَا يَتَذَكَّرُ إِلَّا مَنْ يُنِيبُ } أي ما يتعظ بتلك الآيات الباهرة فيستدل بها على التوحيد وصدق الوعد والوعيد إلا من يرجع إلى طاعة الله بما يستفيده من النظر في آيات الله ويتوب من الشرك ، ويرجع إليه في جميع أموره ، فإن المعاند لا يتذكر ولا يتعظ ،