نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي  
{تَنزِيلُ ٱلۡكِتَٰبِ مِنَ ٱللَّهِ ٱلۡعَزِيزِ ٱلۡحَكِيمِ} (2)

ابتدأ{[57809]} هذه بالإعلام{[57810]} بأنه زاد ذلك يسراً وسهولة بإنزاله منجماً بحسب الوقائع مطابقاً لها أتم مطابقة بعد إنزاله جملة من أم الكتاب ثم مرتباً لما أنزل منه ترتيباً يفهم علوماً ويوضح أسراراً غامضة مهمة فقال : { تنزيل الكتاب } أي إنزال الجامع لكل خير مفرقاً لزيادة التسهيل في التفهيم{[57811]} والإبلاغ في اليسر{[57812]} في التعليم{[57813]} وغير ذلك من الفضل العميم{[57814]} وزاده عظماً بقوله : { من الله } أي كائن من المحيط بصفات الكمال .

ولما كان - كما مضى - للعزة والحكمة أعظم بركة هنا قال{[57815]} : { العزيز الحكيم * } فكان كتابه عزيزاً حكيماً لا كما تقول الكفرة من أنه شعر أو كذب أو كهانة ؛ لأنه لا حكمة لذلك ولا عزة{[57816]} بحيث يلتبس أمره بأمره هذا الكتاب المحيط [ بدائرة الحكمة-{[57817]} ] والصواب .


[57809]:من ظ و م ومد، وفي الأصل: وانتهاء هذه الأعلام.
[57810]:من ظ و م ومد، وفي الأصل: وانتهاء هذه الأعلام.
[57811]:من مد، وفي الأصل و ظ و م: التعميم.
[57812]:من مد، وفي الأصل و ظ و م: التعميم.
[57813]:من م ومد، وفي الأصل و ظ: بالتعميم.
[57814]:من م ومد، وفي الأصل و ظ: العظيم.
[57815]:من م ومد، وفي الأصل و ظ: فقال.
[57816]:من م ومد، وفي الأصل و ظ: غيره.
[57817]:زيد من م ومد.