نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي  
{۞ٱللَّهُ ٱلَّذِي سَخَّرَ لَكُمُ ٱلۡبَحۡرَ لِتَجۡرِيَ ٱلۡفُلۡكُ فِيهِ بِأَمۡرِهِۦ وَلِتَبۡتَغُواْ مِن فَضۡلِهِۦ وَلَعَلَّكُمۡ تَشۡكُرُونَ} (12)

ولما ذكر سبحانه وتعالى{[57984]} صفة الربوبية ، ذكر بعض آثارها وما فيها من آياته ، فقال مستأنفاً دالاً على عظمتها{[57985]} بالاسم الأعظم : { الله } أي الملك الأعلى المحيط بجميع صفات{[57986]} الكمال . ولما كان آخر الآيات التي قدمها الرياح ، ذكر ما يتصرف بتسييرها فقال : { الذي سخر } أي وحده من غير حول منكم في ذلك بوجه من الوجوه { لكم } أيها الناس بركم وفاجركم { البحر }{[57987]} بما جعل فيه مما لا يقدر عليه{[57988]} إلا واحد لا شريك له فاعل بالاختيار من القابلية للسير{[57989]} فيه بالرقة والليونة والاستواء مع الريح الموافقة وأنه يطفو{[57990]} عليه ما كان من الخشب مع ما علم من صنعته على هذا الوجه الذي تم به المراد { لتجري الفلك } أي السفن { فيه بأمره } ولو كانت موقرة{[57991]} بأثقال{[57992]} الحديد الذي يغوص فيه{[57993]} أخف شيء منه كالإبرة وما دونها .

ولما كان التقدير : لتعبروا بذلك فتعلموا أنه بقدرته خاصة لتؤمنوا به ، عطف عليه قوله : { ولتبتغوا } أي تطلبوا بشهوة نفس واجتهاد بما تحملون فيه من البضائع{[57994]} وتتوصلون إليه من الأماكن والمقاصد بالصيد والغوص وغير ذلك { من فضله } لم يصنع شيئاً منه-{[57995]} سواه . ولما كان التقدير : لتظهر عليكم آثار نعمته ، عطف عليه قوله تعالى : { ولعلكم تشكرون * } أي ولتكونوا بحيث يرجو منكم من ينظر حالكم ذلك شكر من أنعم عليكم به ليزيدكم من فضله في الدنيا والآخرة .


[57984]:زيد في الأصل: السبب المسعد ترغيبا فيه، ولم تكن الزيادة في ظ و م ومد فحذفناها.
[57985]:من ظ و م ومد، وفي الأصل: عظمها.
[57986]:زيد في الأصل: الجلال و، ولم تكن الزيادة في ظ و م ومد فحذفناها.
[57987]:زيد في الأصل: أي، ولم تكن الزيادة في ظ و م ومد فحذفناها.
[57988]:ومن هنا إلى ما سننبه عليه سقطت نسخة م.
[57989]:من مد، وفي الأصل و ظ: بالستر.
[57990]:من مد، وفي الأصل و ظ: مطعوا-كذا.
[57991]:من مد، وفي الأصل و ظ: موقورة.
[57992]:من ظ ومد، وفي الأصل: بأقفال.
[57993]:من ظ ومد، وفي الأصل: في البحر.
[57994]:من مد، وفي لأصل و ظ: الصنائع.
[57995]:زيد من ظ ومد.