نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي  
{فَذَرۡهُمۡ حَتَّىٰ يُلَٰقُواْ يَوۡمَهُمُ ٱلَّذِي فِيهِ يُصۡعَقُونَ} (45)

ولذلك سبب عن هذا الحال الدال على أنهم وصلوا في عمى البصائر إلى أنه لو جاءتهم كل آية لا يؤمنون ، قوله لنبيه صلى الله عليه وسلم ومن تبعه : { فذرهم } أي اتركهم على شر أحوالهم { حتى يلاقوا }{[61639]} سعياً بسوء أعمالهم{[61640]} { يومهم } كما {[61641]}أنه هو{[61642]} يسعى إليهم لاستحقاقهم لما فيه { الذي فيه } لا في{[61643]} غيره لأن ما حكمنا به{[61644]} لا يتقدم ولا يتأخر { يصعقون * } بالموت من شدة الأهوال وعظيم الزلزال كما صعق بنو إسرائيل في الطور ، ولكنا لانقيمهم كما أقمنا أولئك إلا عند النفخ في الصور لنحشرهم إلى الحساب الذي يكذبون به ، والظاهر أن هذا اليوم يوم بدر فإنهم كانوا قاطعين بالنصرة فيه فما أغنى أحد منهم عن أحد شيئاً كما قال أبو سفيان بن الحارث : ما هو إلا أن لقيناهم فمنحناهم أكتافنا يقتلوننا{[61645]} كيف شاؤوا ويأسروننا كيف شاؤوا .


[61639]:- من مد، وفي الأصل: لاقوا.
[61640]:- زيد من مد.
[61641]:-من مد، وفي الأصل.
[61642]:- من مد، وفي الأصل: أنهم.
[61643]:- زيد من مد.
[61644]:- زيد من مد.
[61645]:- من مد، وفي الأصل: فيقتلوننا.