اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{فَذَرۡهُمۡ حَتَّىٰ يُلَٰقُواْ يَوۡمَهُمُ ٱلَّذِي فِيهِ يُصۡعَقُونَ} (45)

قوله : { فَذَرْهُمْ حتى يُلاَقُواْ يَوْمَهُمُ } «يومهم » مفعول به لا ظرف . وقرأ أبو حيوة : يَلْقُوا{[53303]} مضارع لَقِيَ ويُضْعِفُ أن يكون المفعول محذوفاً و«يَوْمَهم » ظرف أي يلاقوا أو يلقوا جزاء أعمالهم في يَوْمِهِمْ{[53304]} .

فصل

قوله : «فذرهم » كقوله : { فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ } [ الأنعام : 68 ] ، { وَتَوَلَّ عَنْهُمْ } [ الصافات : 178 ] إلى غير ذلك . فقيل : كلها منسوخة بآيات القتال . وهو ضعيف . وإنما المراد التهديد كقول السيد لعبده الجاني لمن ينصحه : دَعْهُ فإنه سَيَنَالُ جِنَايَتَهُ{[53305]} .

قوله : { الذي فِيهِ يُصْعَقُونَ } قرأ ابنُ عامر وعاصم بضم ياء يصعقون مبنياً للمجهول . وباقي السبعة بفتحها مبنياً للفاعل{[53306]} . وقرأ أبو عبد الرحمان : بضم الياء وكسر العين .

فأما الأولى : فيحتمل أن تكون من صُعِقَ فهو مَصْعُوق مبنياً للمفعول . وهو ثلاثي حكاه الأخفش{[53307]} ، فيكون مثل سُعِدُوا وأن يكون من أَصْعَقَ رُبَاعِيًّا ، يقال : أُصْعِقَ فهو مُصْعَقٌ . قاله الفارسي . والمعنى أن غيرَهم أَصْعَقَهُمْ{[53308]} .

وقراءة السلمي{[53309]} تؤذن أن أفْعَلَ بمعنى فَعِلَ . ومعنى يصعقون أي يموتون أي حتى يعاينوا الموت .


[53303]:وهي شاذة. انظر البحر 8/153 والكشاف 4/26.
[53304]:فما لا حذف فيه أولى مما فيه حذف.
[53305]:تفسري الرازي 28/270.
[53306]:قراءة سبعية متواترة ذكرها وصاحب الكشف 2/292 وصاحب الإتحاف 401.
[53307]:نقله صاحب الكشف السابق قال: وقد حكى الأخفش "صُعِق" كسُعِد لغة مشهورة فعلى هذا يجوز أن يكون من الثلاثي غير منقول لغة لا قياس عليها.
[53308]:قال بهذا الوجه صاحب الإتحاف 401.
[53309]:وقد ذكرها صاحب البحر 8/153. وهي شاذة.