نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي  
{وَمِنَ ٱلَّيۡلِ فَسَبِّحۡهُ وَإِدۡبَٰرَ ٱلنُّجُومِ} (49)

{ ومن الليل } الذي هو محل السكون والراحة { فسبحه } كذلك بالنية والقول كلما انتبهت وبالفعل بصلاة المغرب والعشاء وصلاة الليل ، ولتعظيمه صرح بذلك وقدمه على الفعل ، والضمير يعود على المضاف إليه ، وأشار إلى التهجد بعد دخوله فيما قبله بقوله : { وإدبار النجوم * } أي وسبحه في وقت إدبارها أي إذا أدبرت ، وذلك من آخر الليل في نصفه الثاني : وكلما قارب الفجر كان أعلى وبالإجابة{[61658]} أولى ، وإلى قرب الفجر تشير قراءة الفتح{[61659]} جمع دابر أي في أعقابها عند خفائها أو أفولها ، وذلك بصلاة الفجر سنة وفرضاً أحق وأولى لأنه وقت إدبارها حقيقة ، فصارت عبادة الصبح محثوثاً{[61660]} عليها مرتين تشريفاً لها وتعظيماً لقدرها{[61661]} فإن ذلك ينجي من العذاب الواقع ، وينصر على{[61662]} العدو الدارع ، من المجاهر المدافع ، والمنافق المخادع ، وقد رجع آخرها على أولها ، ومقطعها على موصلها ، بحلول العذاب على الظالم ، وبعده عن{[61663]} الطائع السالم - والله الموفق{[61664]} .


[61658]:- من مد، وفي الأصل: بالإحاطة.
[61659]:- راجع نثر المرجان 7/ 79.
[61660]:- من مد، وفي الأصل: محبونا.
[61661]:- من مد، وفي الأصل: بقدرتها.
[61662]:- من مد، وفي الأصل: من.
[61663]:- من مد، وفي الأصل: على.
[61664]:- زيد من مد، وزيد بعده فيه " ثم الجزء المبارك على يد أقل عبيده وأحوجهم إليه الفقير سالم السنهوري المالكي بعيد الثمين من يوم الأربعاء سابع عشرى محرم سنة 971، وأدناه بيتان: ثم الكتاب تكاملت نعم السرور لصاحبه وعفا الإله بفضله عن قارئيه وكاتبه ومن هن أقل نجم نسخة مد لا للشروق مرة أخرى.