السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{فَذَرۡهُمۡ حَتَّىٰ يُلَٰقُواْ يَوۡمَهُمُ ٱلَّذِي فِيهِ يُصۡعَقُونَ} (45)

وقوله تعالى : { فذرهم } أي : اتركهم على شر أحوالهم كقوله تعالى : { فأعرض عنهم } [ السجدة : 30 ] وقوله تعالى : { فتول عنهم } [ الصافات : 174 ] إلى غير ذلك فقيل : كلها منسوخة بآية القتال قال ابن عادل وهو ضعيف وإنما المراد التهديد كقول السيد لعبده الجاني لمن يصحبه دعه فإنه سينال جنايته { حتى يلاقوا يومهم الذي فيه } أي : لا في غيره لأنّ ما حكمنا به لا يتقدم ولا يتأخر { يصعقون } أي : يموتون من شدة الأهوال وعظم الزلزال كما صعق بنو إسرائيل في الطور ، ولكن لا نقيمهم كما أقمنا أولئك إلا عند النفخ في الصور لنحشرهم للحساب الذي يكذبون به . قال البقاعي : والظاهر أنّ هذا اليوم يوم بدر فإنهم كانوا قاطعين بالنصر فيه فما أغنى أحد منهم عن أحد شيئاً كما قال أبو سفيان بن الحارث : ما هو إلا أنا ألقيناهم فمنحناهم أكتافنا يقتلوننا كيف شاؤوا ويأسروننا كيف شاؤوا .