الجواهر الحسان في تفسير القرآن للثعالبي - الثعالبي  
{فَذَرۡهُمۡ حَتَّىٰ يُلَٰقُواْ يَوۡمَهُمُ ٱلَّذِي فِيهِ يُصۡعَقُونَ} (45)

وقوله تعالى : { فَذَرْهُمْ } ، وما جرى مَجْرَاهُ من الموادعة منسوخٌ بآية السيف ، والجمهورُ أَنَّ يومهم الذي فيه يُصْعَقُونَ ، هو يوم القيامة ، وقيل : هو موتهم واحداً واحداً ، ويحتمل أَنْ يكون يومَ بدر ؛ هو لأَنَّهُمْ عُذِّبُوا فيه ، والصعق : التعذيب في الجملة ، وإنْ كان الاستعمالُ قد كَثُرَ فيما يصيب الإنسانَ من الصَّيْحَةِ المُفْرِطَةِ ونحوه ، ثُمَّ أخبر تعالى بِأَنَّ لهم دُونَ هذا اليوم ، أي : قبله { عَذَاباً } واخْتُلِفَ في تعيينه ، فقال ابن عباس وغيره : هو بدر ونحوه ، وقال مجاهد : هو الجُوعُ الذي أصابهم ، وقال البَرَاءُ بْنُ عَازِبٍ وابن عباس أيضاً : هو عذاب القبر ، وقال ابن زيد : هي مصائب الدنيا ، إذْ هي لهم عذاب .

( ت ) : ويحتمل أَنْ يكونَ المراد الجميع ؛ قال الفخر : إنْ قلنا إنَّ العذابَ هو بدر فالذين ظلموا هم أهل مَكَّةَ ، وإنْ قلنا : العذابُ هو عذابُ القبر ، فالذين ظلموا عامٌّ في كل ظالم ، انتهى .