نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي  
{أُبَلِّغُكُمۡ رِسَٰلَٰتِ رَبِّي وَأَنَا۠ لَكُمۡ نَاصِحٌ أَمِينٌ} (68)

{ أبلغكم } وجمع الرسالة لما تقدم في قصة نوح عليه السلام فقال : { رسالات ربي } أي المحسن إليّ بتعليمي ما لم أكن أعلم وتأهيلي لما لم يكن في حسابي .

ولما كانوا قد رموه بالسفه الذي هو من غرائز النفس لأنه ضد الحلم والرزانة ، عبر عن مضمون الجملة النافية له بما يقتضي الثبات فقال : { وأنا لكم ناصح } أي لم يزل النصح من صفتي ، وليس هو [ ما-{[32517]} ] تكسبته بل غريزة فيّ ، وقد بلوتموني فيه قبل الرسالة وإظهار هذه المقالة دهراً دهيراً و{[32518]}زماناً طويلاً ؛ ولما قالوا إنهم يظنون كذبه ، زادهم صفة الأمانة فقال : { أمين* } .


[32517]:- زيد من ظ.
[32518]:- من ظ، وفي الأصل: أو.