نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي  
{إِذَا ٱلسَّمَآءُ ٱنشَقَّتۡ} (1)

مقدمة السورة:

سورة الانشقاق{[1]}

مقصودها الدلالة على آخر المطففين من أن الأولياء ينعمون والأعداء يعذبون ، لأنهم كانوا لا يقرون بالبعث ولا بالعرض على الملك الذي أوجدهم ورباهم كما يعرض الملوك عبيدهم ويحكمون بينهم فينقسمون إلى أهل ثواب وأهل عقاب ، واسمها الانشقاق {[2]}أدل دليل{[3]} على ذلك بتأمل الظرف وجوابه الدال على الناقد البصير وحسابه { بسم الله } ذي الجلال والإكرام { الرحمن } الذي كملت نعمته فشملت الخاص والعام { الرحيم* } الذي أتمها بعد العموم على أوليائه فأسعدهم بإتمام الإنعام .

لما ختمت التطفيف بأن الأولياء في نعيم ، وأن{[72315]} الأعداء في جحيم ثواباً وعقاباً ، ابتدأ هذه بالإقسام{[72316]} على ذلك فقال : { إذا السماء } أي على ما لها من الإحكام والعظمة {[72317]}والحكمة الذي لا يقدر على مثلها غيره جلت قدرته{[72318]} { انشقت * } أي فصارت واهية وفتحت أبواباً{[72319]} فتخربت وتهدمت ، وذلك بعد القيام من القبور كما مضى في الحاقة عن إحدى روايتي ابن عباس رضي الله عنهما


[1]:- هكذا ثبتت العبارة في النسخة المخزونة بالرباط – المراقش التي جعلناها أصلا وأساسا للمتن، وكذا في نسخة مكتبة المدينة ورمزها "مد" وموضعها في نسخة دار الكتب المصرية ورمزها "م": رب زدني علما يا فتاح.
[2]:- في م ومد: قال أفقر الخلائق إلى عفو الخالق؛ وفي الأصل: أبو إسحاق – مكان: أبو الحسن، والتصحيح من الأعلام للزركلي ج1 ص 50 وعكس المخطوطة أمام ص 56 وهامش الأنساب للسمعاني ج2 ص280.
[3]:- ضبطه في الأعلام بضم الراء وتخفيف الباء.
[72315]:سقط من ظ و م.
[72316]:من ظ و م، وفي الأصل: الأقسام.
[72317]:سقط ما بين الرقمين من ظ و م.
[72318]:سقط ما بين الرقمين من ظ و م.
[72319]:في ظ: أبوابها.