نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي  
{فَمَا لَهُمۡ لَا يُؤۡمِنُونَ} (20)

ولما ظهر المراد ولم يبق إلا العناد ، سبب عن ذلك الإنكار عليهم والتوبيخ والتقريع والتهديد ، فقال معرضاً عن خطابهم إلى الغيبة إيذاناً باستحقاقهم{[72420]} للأخذ إن لم{[72421]} يرجعوا : { فما لهم } أي وأي شيء لهؤلاء الذين أنزلنا عليهم هذا الكتاب المعجز في أنهم { لا يؤمنون * } أي يوقعون{[72422]} الإيمان ويجددونه كل وقت على الاستمرار بكل ما دعا إليه هذا الكتاب الذي خصهم بهم ملك الملوك{[72423]} وقد وضحت الدلائل وقامت البراهين لا سيما دلائل القيامة هل{[72424]} هي إلا واحدة من هذه الأطباق المنتقل إليها لأن من كان اليوم على حالة وغداً على أخرى جدير بأن يعلم أن تدبيره إلى سواه ، ومن لم يعلم ذلك فليس لجنونه دواء ، ومن علم أن تدبيره إلى سواء علم أن المشيئة في التدبير-{[72425]} إليه لا إلى نفسه ، وقيل لأبي بكر الوراق : ما الدليل على الصانع ؟ قال : تحويل الحالات وعجز القوة وضعف الأركان وقهر المشيئة ، وفسخ العزيمة .


[72420]:من م، وفي الأصل و ظ: لا تحاقفهم.
[72421]:زيد من ظ و م.
[72422]:من ظ و م، وفي الأصل: لا يوقعون.
[72423]:من ظ و م، وفي الأصل: الموت.
[72424]:من م، وفي الأصل و ظ: بل.
[72425]:زيد من ظ و م.