ثم علل علمه بكل شيء بأن قدرته شاملة فهو قادر على نصرة من يريد و{[37297]} الانتقام ممن يريد ، فلا ينبغي لأحد أن يحب إلا فيه ولا يبغض إلا فيه ولا يهتم بعداوة أحد ممن عاداه فقال : { إن الله } أي الملك الأعظم { له } أي بكل اعتبار تعدونه من اعتبارات الكمال { ملك السماوات والأرض } فلا يخفى عليه شيء فهو خبير بكل ما ينفعكم و{[37298]} يضركم وهو وليكم ، يبينه{[37299]} لكم ، ومن كان له جميع الملك كان بحيث لا يستعصي على أمره شيء : علم ولا غيره ، لأن العلم من أعظم القوى والقدر ، ولا يكون الملك إلا عالماً قادراً ؛ ثم علل قدرته وعلمه بما يشاهد متكرراً من فعله في الحيوان والنبات وغير ذلك فقال : { يحيي ويميت } أي بكل معنى فهو الذي أحياكم وغيركم الحياة الجسمانية وخصكم أنتم بالحياة الإيمانية ، وكما جعل غيركم بعضهم{[37300]} أولياء بعض وجمعهم كلهم على ولاية عدوهم الشيطان جعلكم أنتم أولياء ربكم الرحمن فهو وليكم وناصركم { وما } أي والحال أنه ما { لكم } ولما{[37301]} كان ليس لأحد أن يحوز كل ما دون رتبته سبحانه ، أثبت الجار فقال . { من دون الله } أي الملك{[37302]} الذي له الأمر كله ، وأغرق في النفي بقوله{[37303]} : { من ولي } أي قريب يفعل معكم من الحياطة والنصح ما يفعل القريب من النصر وغيره .
ولما كان الإنسان قد ينصره غير قريبه قال . { ولا نصير* } أي فلا توالوا{[37304]} إلا من كان من حزبه وأهل حبه وقربه ، وفيه تهديد لمن أقدم على ما ينبغي أن يتقي لا سيما الملاينة لأعداء الله من المساترين والمصارحين ، فإن غاية ذلك موالاتهم وهي لا تغني من الله شيئاً .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.