التفسير الحديث لدروزة - دروزة  
{ٱقۡتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمۡ وَهُمۡ فِي غَفۡلَةٖ مُّعۡرِضُونَ} (1)

مقدمة السورة:

سورة الأنبياء

في السورة حمالات شديدة على الكفار وزعمائهم بسبب عنادهم واستخفافهم بالنبي ودعوته ، وحكاية لأقوالهم وتحدياتهم ومؤامراتهم ، وردود قوية في البرهنة على وحدة الله وتنزهه عن الولد والشريك ، وطبيعة إرسال الرسل من البشر ، وثناء على الملائكة ، وتقرير عبوديتهم لله ولفت نظر إلى مشاهد قدرة الله في السماوات والأرض للتدليل على وحدة الله واستحقاقه وحده للعبادة وقدرته على تحقيق وعده الحق . وفيها سلسلة تتضمن ذكر بعض الأنبياء ورسالاتهم وثناء على إخلاصهم وعناية الله بهم في معرض التذكير والتثبيت والتطمين والبشرى ، وبيان مصائر الكفار والصالحين في الآخرة ، وتقرير لمهمة الرسالة وأهدافها .

بسم الله الرحمان الرحيم

{ اقترب للناس 1 حسابهم وهم في غفلة معرضون( 1 ) ما يأتيهم من ذكر2 من ربهم محدث 3 إلا استمعوه وهم يلعبون ( 2 ) لاهية قلوبهم وأسروا النجوى4 الذين ظلموا 5هل هذا إلا بشر مثلكم 6 أفتأتون السحر وأنتم تبصرون ( 3 ) قل ربي يعلم القول في السماء والأرض وهو السميع العليم ( 4 ) بل قالوا أضغاث أحلام بل افتراه بل هو شاعر فليأتنا بآية كما أرسل الأولون ( 5 ) } [ 1-5 ] .

1 اقترب : صيغة الماضي تنطوي على التوكيد بالوقوع .

في الآيات :

1 - تنديد بالناس وتعجب من موقفهم – والمعنى مصروف إلى الكفار – فبينما موعد وقوفهم أمام الله ومحاسبتهم يقترب ووقوعه أمر لا يتحمل الريب يظلون معرضين عن دعوة الله مرتكسين في غفلتهم ، وكلما تلا عليهم النبي صلى الله عليه وسلم آيات جديدة من القرآن استمعوها بقلوب لاهية وبالاستخفاف والسخرية .

2 وحكاية لما كانوا يفعلونه ويقولونه ؛ حيث كانوا يعقدون الاجتماعات السرية للتآمر على النبي صلى الله عليه وسلم ودعوته . ويقول بعضهم لبعض أو زعماؤهم لعوامهم : إنه ليس إلا بشرا مثلكم ، ومظهره مظهر الساحر والسحر ، فكيف يصح تصديقه ، والانخداع به والاستماع إليه من ذوي عقل وبصيرة . وكانوا يقولون أيضا : إنه يخترع ما يقول وينسبه إلى الله افتراء أو إن ما يقوله من تخاليط الأحلام أو إنه شاعر . وكانوا يحاولون الثأثير في السامعين ليتحدوا النبي صلى الله عليه وسلم بإحداث المعجزات كما حدثت على أيدي الرسل السابقين إن كان صادقا في دعواه .