التفسير الحديث لدروزة - دروزة  
{لِيَكۡفُرُواْ بِمَآ ءَاتَيۡنَٰهُمۡ وَلِيَتَمَتَّعُواْۚ فَسَوۡفَ يَعۡلَمُونَ} (66)

{ فإذا ركبوا في الفلك دعوا الله مخلصين له الدين فلما نجاهم إلى البر إذا هم يشركون 65 ليكفروا بما آتيناهم وليتمتعوا 1 فسوف يعلمون 66 } [ 65-66 ] .

في الآية الأولى صورة من صور تناقض الكفار المشركين فهم يخصون الدعاء لله وحده حينما يركبون الفلك لينجيهم إلى البر استتباعا لعقيدتهم بأنه خالق الكون ومدبره الأعظم الضار النافع وحده ، فإذا ما نجاهم عادوا إلى شركهم . وأسلوبها أسلوب تنديدي . أما الآية الثانية ففيها إنذار : فليكفروا كما شاءوا وليتمتعوا بدنياهم القصيرة المد لهوا ولعبا فليس هو إلا متاعا قليلا وعرضا زائلا وسوف يرون مغبة كفرهم وشركهم وسوء عاقبتهما .

وواضح أن الآيتين متصلتان بسابقاتهما سياقا وموضوعا . وهذه الصورة قد تكررت في بعض السور السابقة وعلقنا عليها بما يقتضي فلا حاجة للإعادة والزيادة ، إلا أن نقول : إن في الآية الأولى دلالة على العرب من أهل مكة الذين تعنيهم الآية كانوا يقومون بالأسفار البحرية ويتعرضون فيها لمخاطر البحر وهي على الأرجح أسفار أو رحلات تجارية .