{ فإذا ركبوا في الفلك } أي : إذا انقطع رجاؤهم من الحياة وخافوا الغرق فقال : رجوا إلى الفطرة ، والركوب هو الاستعلاء وهو متعد بنفسه ، وإنما عدى بكلمة ( في ) للإشعار بأن المركوب في نفسه من قبيل الأمكنة { دعوا الله } وحده { مخلصين له الدين } بصدق نياتهم ، وتركهم عند ذلك لادعاء الأصنام لعلمهم أنه لا يكشف هذه الشدة العظيمة النازلة بهم غير الله سبحانه .
{ فلما نجاهم إلى البر } وآمنوا { وإذا هم يشركون } أي فاجأوا المعاودة إلى الشرك ودعوا غير الله سبحانه ، وعادوا إلى ما كانوا عليه من العناد . وقيل : كان أهل الجاهلية إذا ركبوا البحر حملوا الأصنام ، فإذا اشتد الريح ألقوها في البحر ، وقالوا يا رب يا رب { ليكفروا بما آتيناهم } من نعمة الإنجاء .
{ وليتمتعوا } أي فاجأوا الشرك بالله ليكفروا ويجحدوا بنعمة الله وليتمتعوا بها ، فاللام في الفعلين لام كي ، وفيه شيء لأنه ليس الحامل لهم على الإشراك قصد الكفر ، والظاهر أنها لام العاقبة والمآل ، كما أشار له الشهاب ، وقيل : اللام للتعليل ، والمعنى لا فائدة لهم في الإشراك إلا التمتع به في العاجلة ولا نصيب لهم في الآخرة . وقيل : هما لاما الأمر تهديدا ووعيدا أي : اكفروا بما أعطيناكم من النعمة ، وتمتعوا . ويدل على هذا المعنى قراءة أبيّ وتمتعوا ، وهذا الاحتمال للأمرين إنما هو على قراءة أبي عمرو ، وورش بكسر اللام ، وأما على قراءة الجمهور بسكونها ، فلا خلاف أنها لام الأمر .
{ فسوف يعلمون } عاقبة ذلك الأمر وما فيه من الوبال عليهم ، وفيه تهديد لهم عظيم .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.