السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{لِيَكۡفُرُواْ بِمَآ ءَاتَيۡنَٰهُمۡ وَلِيَتَمَتَّعُواْۚ فَسَوۡفَ يَعۡلَمُونَ} (66)

وفي اللام في قوله تعالى : { ليكفروا بما آتيناهم } وجهان : أظهرهما أن اللام فيه لام كي أي : يشركون ليكونوا كافرين بشركهم نعمة النجاة فيكون ذلك فعل من لا عقل له أصلاً وهم يتحاشون عن مثل ذلك ، والثاني : كونها للأمر { وليتمتعوا } باجتماعهم على عبادة الأصنام وتوادّهم عليها ، وقرأ ورش وأبو عمرو وابن عامر وعاصم بالكسر وهي محتملة للوجهين المتقدّمين ، والباقون بالسكون وهي ظاهرة في الأمر فإن كانت اللام الأولى للأمر فقد عطف أمراً على مثله ، فإن قيل كونها للأمر مشكل إذ كيف يأمر الله تعالى بالكفر وهو متوعد عليه ؟ أجيب : بأن ذلك على سبيل التهديد كقوله تعالى : { اعملوا ما شئتم } ( فصلت : 40 ) وإن كانت للعلة فقد عطف كلاماً على كلام فيكون المعنى لا فائدة لهم في الإشراك إلا الكفر والتمتع بما يستمتعون به في العاجلة من غير نصيب في الآخرة { فسوف يعلمون } يومئذٍ ما يحلّ بهم من العقاب .