مدارك التنزيل وحقائق التأويل للنسفي - النسفي  
{لِيَكۡفُرُواْ بِمَآ ءَاتَيۡنَٰهُمۡ وَلِيَتَمَتَّعُواْۚ فَسَوۡفَ يَعۡلَمُونَ} (66)

{ لِيَكْفُرُواْ بِمَآ ءاتيناهم } من النعمة . قيل : هي لام كي وكذا في { وَلِيَتَمَتَّعُواْ } فيمن قرأها بالكسر أي لكي يكفروا وكي يتمتعوا ، والمعنى يعودون إلى شركهم ليكونوا بالعود إلى شركهم كافرين بنعمة النجاة قاصدين التمتيع بها والتلذذ لا غير على خلاف عادة المؤمنين المخلصين على الحقيقة فإنهم يشكرون نعمة الله إذا أنجاهم ، ويجعلون نعمة النجاة ذريعة إلى ازدياد الطاعة لا إلى التلذذ والتمتع ، وعلى هذا لا وقف على { يشركون } . ومن جعله لام الأمر متثبتاً بقراءة ابن كثير وحمزة وعلي { وليتمتعوا } بسكون اللام على وجه التهديد كقوله : { فَمَن شَاء فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاء فَلْيَكْفُرْ } [ الكهف : 29 ] وتحقيقه في أصول الفقه يقف عليه { فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ } سوء تدبيرهم عند تدميرهم .