جامع البيان في تفسير القرآن للإيجي - الإيجي محيي الدين  
{فَقَالَ إِنِّي سَقِيمٞ} (89)

{ فنظر نظرة في النجوم فقال إني{[4299]} سقيم } : خرج قومه إلى عيدهم ، وأرادوا خروجه معهم ، فقال : لا أخرج لأني سقيم ، أراد التورية أي سأسقم أو سقيم النفس من كفرهم ، ولما كان غالب أسقامهم الطاعون خافوا السراية ، وخلوه ، وكان قومه نجامين أوهمهم استدلاله على مرضه بعلم النجوم ، أو المراد أنه تفكر فقال : إني سقيم ، والعرب تقول لمن تفكر نظره إلى النجوم كذا قال كثير من السلف


[4299]:في الحديث المخرج في الصحاح والسنن (لم يكذب إبراهيم غير ثلاث كذبات؛ قوله: إني سقيم، وقوله: بل فعله كبيرهم، وقوله في سارة: " هي أختي'' / 12 منه. أخرج ابن جرير عن السدي قال: {قالوا ابنوا له بنيانا فألقوه في الجحيم} قال: فحبسوه في بيت، وجمعوا له حطبا، حتى إن كانت المرأة لتمرض، فتقول: لئن عافاني الله لأجمعن حطبا لإبراهيم، فلما جمعوا له، وأكثروا من الحطب حتى إذا كانت الطير لتمر بها فتحترق من شدة وهجها، وشدتها فعمدوا إليه فرفعوه على رأس البنيان، فرفع إبراهيم رأسه إلى السماء فقالت السماء والأرض، والجبال، والملائكة: ربنا إبراهيم يحرق فيك، فقال: أنا أعلم به. وإن دعاكم فأعينوه، وقال إبراهيم حين رفع رأسه إلى السماء: (اللهم أنت الواحد في السماء، وأنا الواحد في الأرض، ليس في الأرض أحد يعبدك غيري، حسبي الله ونعم الوكيل) فناداه: {يا نار كوني بردا وسلاما على إبراهيم} [الأنبياء: 69]/ 12 در منثور.